ليه فيه بعض الناس بتحب الماضي وعايشة على الذكريات!

ناس كتير بتحس إنها محشورة في الماضي وذكرياته وبتبقى أغلب الوقت عايشة على الذكريات خصوصا اللحظات السعيدة اللي كانت فيها حتى لو كانت أيام الطفولة حتى لو رحلة للمدرسة أو خروجة مع أهلهم أو حب قديم أو أغنية بتفكرهم بالماضي 

الماضي ساعات بيبقى حلم صعب زي المستقبل وناس كتير بتشوفه إنه أحلى أيامها لكن الحقيقة إنه بيبعد عن الحاضر وألم الواقع بالرغم إن الناس بتشوفه إنه شئ جميل وهيكون أحسن من أي حاجة هما فيها دلوقتي.

والحقيقة إن الطريقة اللي بنفتكر بيها الذكريات بتكون مشوهة لإنك بتفكر الذكريات والماضي زي ما عقلك عايز يفكر فيها ويشوفها بس مش خلال أحداث واقعية حصلت فيها، وبسبب الصفات المشوهة والممتعة دي الناس بيغرقوا في خيالهم ويشتاقوا للماضي وبيبقوا عايزين يرجعوا للماضي مرة تانية وده المعروف حاليا باسم الـ “Nostalgia” أو الحنين للماضي.

وفقًا “لآلان آر هيرش” في أحد تقاريره اللي تم نشرها على موقع “elitedaily” قال إن الـ”Nostalgia” هي الحنين للماضي المثالي والحنين برضه لانطباع الماضي الجميل وده اللي معروف نفسيًا بالـ “screen memory” وهو مابيكونش إعادة حقيقية للماضي بس بيبقى عبارة عن مزيج من الذكريات المختلفة وكلها متكاملة مع بعض وفي العملية دي العقل بيصفي كل المشاعر السلبية وبتفتكر المشاعر والعواطف ولحظات الفرح العابرة ومابتفتكرش أي لحظات حزن ولا ألم اللي عشتها برضه بس عقلك بيختار بيتحيز إنه يفتكر اللحظات الحلوة بس ويتلاشي الحزن والألم، ومع ذلك فالحنين مش متعلق بإنك تفتكر الذكريات خالص لكن زي ما قال “لآلان هيرش” إن الـ “Nostalgia” بتبقي متعلقة بحالة عاطفية ومش متعلقة بذاكرة معينة.

فالفكرة بتكون إننا بتحط الحالة العاطفية في زمن معين أو إطار معين وبنختار نضيف المثالية للوقت ده وبنفتكر إننا لو افتكرنا إننا كنا مبسوطين في خروجة مثلا مع أهلنا في الجنينة فكده أكيد إن طفولتنا كانت أفضل وأحسن من اللي إحنا عليه دلوقتي، لدرجة إننا بنربط الحنين ده بالجمادات والأماكن والروايح وبنقفل على نفسنا في الحاجات دي، فأي حاجة بقى مرينا بيها بالتزامن مع المشاعر دي بنفتكره بعد كده.

سنة 1908 فرويد أدرك وجود صلة قوية بين الروايح والعواطف، وبعد كده التجارب أثبتت صحة النظرية دي وأثبتت إن الشم هي أقوى حاسة مرتبطة بالعاطفة بسبب اتصال الأنف مباشرة بفص في منطقة الدماغ اللي تعتبر مقر العواطف.

وبالتالي، في حين إن الشخص العادي ممكن يشم ألف ريحة إلا إنه مفيش شخصين بيشموا نفس الشئ، فإحنا بنتفاعل مع الروايح بشكل مختلف وبنربطها بحاجات مختلفة.

وفقا لـ “إريكا هيبر” عالمة النفس في جامعة سري في إنجلترا ففايدة الحنين للماضي بتختلف من عمر لعمر، فالشباب بيشاركوا في الحنين للماضي أكتر من غيرهم وبتبدأ تتراجع أفكار الحنين والميول للماضي من منتصف العمر لحد الشيخوخة.

ومع ذلك، منطقي إن اللي بيمروا بأوقات صعبة وفيها اضطرابات أكتر في حياتهم هيحنوا أكتر لبساطة الطفولة وسلامتها، وفي العشرينيات والتلاتينيات من عمرك بتعدي بمشاكل أصعب شوية بتخليك عايز ترجع لطفولتلك اللي كانت أسهل وألطف.

وبالرغم من فوايد الـ “Nostalgia” اللي بتثبتها الأبحاث فلازم نفكر في طريقتنا للحنين للماضي أكتر لباقي حياتنا.

في أوقات كتير الأشخاص اللي كان عندهم حب وحنين للماضي بشكل شديد اتصنفوا إنهم مصابين بالاكتئاب لإنهم كانوا منغمسين في ذكرياتهم وبيرفضوا يعيشوا ويستمتعوا بالحاضر وكانت الناس بتشوفهم إن عندهم عدم قدرة على الالتزام بالمستقبل وعندهم ارتباط جامد بالماضي.

وفقا لـ “جون تيرني” من موقع “نيويورك تايمز” فالشخص اللي بيعيش في الماضي أو بيحنله في القرن الـ 17 كان بيتم تصنيف إنه شخص عنده اضطراب وده اللي صنف بيه دكتور سويسري للأمراض العقلية والجسدية الجنود اللي كان عندهم رغبة إنه يرجعوا بيوتهم.

وبالرغم من كده اتعملت أبحاث أكتر تثبت إن الحنين للماضي بيساعد على مقاومة الاكتئاب، لإن تم إثبات إن عملية استرجاع الذكريات بتقاوم الإحساس بالوحدة والقلق وبيطول عمر الجوازات، لإن الناس لما بتتكلم بحب عن الذكريات فبيكونوا متفائلين بالمستقبل ومن خلال الماضي فبيبقى عندهم تطلع للمستقبل.

وطبيعي جدا نقول إن عندنا حنين للماضي، ووفقا لـ “نيويورك تايمز” فناس كتير قالت إنهم بيحسوا بالحنين بالماضي على الأقل مرة في الأسبوع وحوالي نصهم قال إنه بيحس كده حوالي 3 أو 4 مرات في الأسبوع.

الحنين زي الحزن والسعادة هو شعور عالمي، وهو شئ بتشترك فيه كل الأجناس والثقافات والأعمار، فكلنا بنحن للماضي حتى لو ماكنش نفس الماضي.

والقدرة على فهم المشاعر دي عند بعض وتعاطفنا مع بعض فيها هو اللي بيربطنا كبشر وبيخلينا نتواصل أحسن ولولاه ماكناش حسينا إننا متعاطفين من الناس اللي عاشوا طفولة سيئة وبنتواصل مع اللي شبهنا.

الماضي أقوى من المستقبل فهو اللي بيدينا سبب للاستمرار وبدل من مواجهة المجهول فبنرجع بالماضي عشان نفتكر ليه نستحق نعيش ونتمسك بذكريات السعادة اللي عشناها عشان تدينا إيمان وأمل في المستقبل.

“كلاي روتليدج” من جامعة ولاية داكوتا الشمالية بيقول إن الحنين بيعمل وظيفة حماسية إنه بيرجع لدماغنا تجارب بنحبها بتأكدلنا إننا أشخاص لينا قيمة وعندهم حياة ليها معنى.

Related Articles

Back to top button