موضوع مايهمكش: تطور الدقن على مر التاريخ والعصور
الدقن من زمان كانت في عصور مختلفة رمز للرجولة والقوة والحكمة والتمرد وأحيانا الهوية الثقافية كمان.. ومع الوقت، النظرة للدقن وأنواعها اتغيرت علشان تبقى بتعكس التغيير في القيم والمعتقدات والثقافة والموضة المختلفة في كل مجتمع.
من الدقن المتناسقة في مصر القديمة.. للمحاربين الفايكنج.. للتعبيرات الفنية في عصر النهضة.. الدقن كانت ولازالت بتلعب دور كبير في تاريخ البشرية.. تعالوا نرجع بالزمن في رحلة تاريخية سريعة ومختصرة كده لأزمنة مختلفة ونشوف تطور الدقن على مر العصور حسب NHBF و National Geographic و Beard Club
مصر القديمة
في مصر القديمة الدقن كان لها قيمة ثقافية كبيرة.. الدقن المتحددة والمظبوطة كانت علامة على المكانة الاجتماعية والرجالة كانوا بيزينوا دقونهم بتفاصيل معقدة جدا زي استخدام زيوت معطرة وحلقات معدنية.. الفراعنة بالذات كانوا بيلبسوا دقون معمولة مخصوص وباهتمام على شكل معين عشان يبينوا قوتهم وسيطرتهم.
بلاد ما بين النهرين
لما نرجع بالزمن لبلاد ما بين النهرين، هنلاقي إن الدقن كانت بتعتبر رمز للقوة والعظمة.. الجنود الآشوريين والبابليين كانوا بيلبسوا دقن طويلة وتقيلة عشان يظهروا بمظهر قوي وشرس.. وكان في قوانين كمان بتحدد أنواع الدقن لكل طبقة اجتماعية.
اليونان القديمة
في اليونان القديمة، الدقن كانت ليها دلالات مختلفة.. الفلاسفة زي سقراط وأفلاطون وأرسطو كانوا معروفين بدقونهم الطويلة اللي بترمز للحكمة والعلم.. بس في عهد الإسكندر الأكبر، الدقن القصيرة والمتحددة بقت موضة بين القادة العسكريين عشان كانت عملية أكتر في المعارك.
وده ياخدنا للإسكندر الأكبر.. المؤرخ “كريستوفر أولدستون-مور”، في كتابه “Of Beards and Men: The Revealing History of Facial Hair” اللي صدر سنة 2015، وضح إن حركة الإسكندر الأكبر لحلاقة دقون جنوده قبل المعركة كانت بداية لتريند الحلاقة اللي استمر لـ 400 سنة عند الرجالة اليونانيين والرومان.. وبيشرح كمان إن الحلاقة موجودة من أيام السومريين والمصريين اللي كانوا بيستخدموا شفرات من النحاس أو البرونز.. وعلى الرغم إن الحلاقة كانت صعبة وخطيرة في الوقت ده لكن أغلب الرجالة كانوا بيحلقوها وبيحددوها وكانوا بيستخدموا زيوت ومشط عشان يحافظوا على شكلها.. ومن أكتر من 2000 سنة لما قوات الإسكندر الأكبر كانت بتستعد لمعركة مهمة في آسيا، الإسكندر الأكبر أمر جنوده يحلقوا دقنهم عشان كان سهل جدا على الأعداء يمسكوا الجنود من دقنهم.. والخطوة دي مش بس كانت سبب في نجاح الإسكندر في المعارك لكن كمان خلقت موضة جديدة للحلاقة بين الرجالة اليونانيين والرومان اللي استمرت لـ 400 سنة.
الإمبراطورية الرومانية
الرومان كان عندهم علاقة معقدة مع شعر الوش.. في البداية كانوا معجبين بالفلاسفة اليونانيين اللي عندهم دقون.. لكن بعد فترة الشكل الأملس بقى موضة.. وفضل الشكل الأملس منتشر سنين طويلة مع إمبراطوريات زي يوليوس قيصر وأغسطس.. لكن في آخر فترة من الإمبراطورية الرومانية الدقن رجعت تاني كرمز للقيم التقليدية والرجولة.
عصر الفايكنج
الفايكنج كانوا معروفين بثقافة المحاربين ودقنهم الكبيرة.. المحاربين دول كانوا بيظهروا دقنهم الكاملة والتقيلة كرمز للقوة والشجاعة.. وستايل “دقن الفايكنج” اللي كانوا بيزينوها بالضفاير والخرز لسه ليها تأثير في الثقافة الحديثة.
العصور الوسطى
في أوروبا بقى الدقن رجعت تاني في العصور الوسطى.. الفرسان والملوك كانوا بيظهروا دقنهم الطويلة.. وفي الوقت ده أنواع الدقن كانت بتتنوع بشكل كبير، زي “السكسوكة” و”فان دايك” وغيرهم.. وده كان تعبير للموضة المختلفة وتفضيلات كل منطقة في أوروبا.
عصر النهضة
في عصر النهضة كان فيه اهتمام جديد بالفن والثقافة.. وطبعا بطبيعة الحال، الدقن كانت حاضرة.. ستايلات الدقن المعقدة بقت وسيلة للتعبير الفني.. المؤرخ “ويل فيشر” في مقال في مجلة “Renaissance Quarterly” سنة 2001 لاحظ إن شكسبير مثلا ذكر الدقن بشكل صريح في كل مسرحياته تقريبا ما عدا أربعة منهم.. وكمان “فيشر” بيقول إن من تحليله لمجموعة من حوالي 300 بورتريه لرجالة أوروبيين من القرنين الـ 16 والـ 17 بيوضح إن لكل بورتريه واحد لراجل من غير دقن، كان فيه حوالي 10 بورتريهات لرجالة بدقن وبستايلات متنوعة جدا في الوقت ده.
العصر الحديث
في القرن الـ19 وأوائل الـ20، الدقن فقدت شعبيتها بسبب إن حصل تغيير في المعايير الاجتماعية وظهرت “شفرات الحلاقة الآمنة”.. لكن الدقن رجعت تاني في الستينيات مع الحركات المضادة للثقافة، واتشهرت ستايلات دقن زي “دقن الهيبي” و”فو مانشو”.
وفي السنين الأخيرة، الدقن رجعت موضة وتريند تاني مع ستايلات قديمة وجديدة.. والحلاقين في كل منطقة في العالم بيتفننوا في الحلاقة والتحديد وستايلات الدقن المختلفة.
وفي النهاية.. على مدار التاريخ، الدقن ماكنتش بس شكل من أشكال التجميل الرجالي.. لكن كمان كان ليها معاني أكبر من كده بكتير.. من القوة والهيبة لغاية التمرد والابتكار الفني.. من الحضارات القديمة لغاية العصر الحديث.. الدقن فضلت جزء مهم من هوية الرجالة.