التفسير العلمي لمقولة “ما أعز من الولد إلا ولد الولد”
“ما أعز من الولد إلا ولد الولد” من يوم ما اتولدنا وإحنا بنسمع المثل ده، هتسمعه لو كان جدك وجدتك بيدلعوك ومهتمين بيك، أو هتسمعه بعد ما كبرت من أهلك وهما بيدلعوا ولادك ومش قادرين يستغنوا عنهم.
في العالم كله هنلاقي أمثال بلغات مختلفة ليها نفس المعنى زي المثل الأيرلندي “
“Perfect love sometimes does not come until the first grandchild, أو الحب المثالي مابيجيش لحد ما بيجي أول حفيد، وده لو بيدل على حاجة فبيدل على إنه فطرة في البشر مش حاجة نابعة من ثقافة أو مجتمع.. عشان كده يوم 12 سبتمبر هو يوم الجد والجدة.
وفقًا لدراسة من جامعة “أكسفورد” فالأحفاد المرتبطين بعلاقة وثيقة بجدهم وجدتهم أقل عرضة للاكتئاب، وخصوصا الأطفال القريبين لجدتهم لإن الجدات بيميلوا إنهم يبينوا حب كتير جدا لأحفادهم واللي أغلب الوقت بيبقى أكتر فعلا من حبهم لولادهم نفسهم.. بس موضوع حب الأحفاد ده طلع له أسباب موقع “psychology today” قالها في واحد من مقالاته:
1- كل ما بتكبر بتبقى أهدى:
أغلب الناس لما بيكبروا بيبقوا حساسين أكتر بس الأكتر منهم بيبقوا أقل توتر، وبيبقوا صعب يغلطوا بسبب الاحباطات وخيبات الأمل اللي اتعرضولها كل يوم على مر السنين، ومع تقدم السن الشخص توقعاته بتبقى أقل في الناس أقل لإنه بيبقى عنده مهارة أكتر في إنه يشوف العالم حقيقي وواقعي زي ما هو، وده اللي بيخلي الشخص بيبقى متقبل ومتسامح أكتر، عشان كده جدو وتيتا بيشوفوا تصرفات أحفادهم العشوائية والسيئة بشكل أقل قسوة وأقل بكتير من اللي كانوا بيعملوه وهما بيربوا ولادهم، فلو كان فيه تصرف معين بتعمله وأنت صغير بيزعجهم وبتتعاقب عليه هيجوا عند ولادك أو أحفادهم هيشوفوا إنه تصرف ملائم لسنهم كأطفال وصعب أوي تصرفاتهم السلبية تشد انتباهم أو يعاقبوهم عليها.
2- مش مطالبين يتعاملوا معاهم في أسوأ حالاتهم:
الأبوة والأمومة مهمة مرهقة جدا والأطفال مسؤولية صعبة، وبيستهلكوا صبر الشخص وبيفضل الأب والأم يحاولوا طول الوقت يبقوا هاديين وهما بيواجهوا سلوكيات ولادهم الغريبة، لإن الأطفال أغلب الوقت زعلانين أو غضبانين أو متطلبين أو بيعلموا شقاوة أو عناديين أو متهورين وأغلب الأهالي بتفقد أعصابها مع ده.
لكن لما بنتنقل للجيل التاتي فهنلاقي إن مش مطلوب من الجد أو الجدة إنهم يتعاملوا مع أحفاده في أسوأ حالاتهم، ومش مطالبين إنهم يتعاملوا بعقل وهدوء أو يبقوا متساهلين أكتر.. وبعد العمر اللي بيقضوه في تربية ولادهم وبيتعبوا معاهم بيبقوا قاعدين مستمتعين بكل حاجة أحفادهم بيعملوها وبيشوفوا إنها براءة أو إن دمهم خفيف أو بيبقوا معجبين بشقاوتهم وبيضحكوا وده لإن الأمور بقيت أقل تعقيد مفيش مسؤوليات الأب والأم ولا فيه ضغوط يومية والحياة بقيت أقل في المجهود عموما.
3- الأطفال مش مجبرين يحبوهم:
الأطفال بيحبوا أهلهم بغض النظر هما بيعملولهم إيه! حتى لو كانوا مؤذيين بالنسبة لهم هيفضلوا يحبوهم ومرتبطين بيهم، والأب والأم لازم يعملوا أقصى جهدهم عشان الأطفال يحسوا بالأمان في العيلة، لكن على العكس مع الجد والجدة ماينفعش ياخدوا حب أحفادهم أمر مسلم بيه، فبيحاولوا يخلوا الأطفال يحبوهم وعشان كده هتلاقي إن الجدات بيعملوا مجهود عشان أحفادهم يحبوهم ويتعلقوا بيهم، عشان كده معروف إن تيتا بتبوظ هتلاقيها بتأكل أحفادها اللي عايزينه حتى لو غلط وبتخرجهم وبتجيبلهم هدايا غالية وبتدلعهم في كل الفرص.
وباقي الخناقة دي بتبقى إن الأب والأم عايزين يحطوا حدود للدلع اللي بياخدوه أولادهم من جدودهم ومش عايزينهم يتعودوا على الدلع ده خصوصًا لإن الأطفال بيعملوا مقارنات بيقولوها لأهلهم زي مثلا “على فكرة تيتا قالتلي إن ده عادي” أو “تيتا لو كانت معانا كانت هتجيبهولي”.
4- بيصلحوا أخطائهم:
كل ما الأباء بيكبروا في السن بيحاولوا يصلحوا الغلطات اللي عملوها مع أطفالهم لما كبروا، وبيقدروا هما بنفسهم يقولوا غلطاتهم زي إنهم كانوا مسيطرين زيادة أو إنهم ماكنوش بيحترموا ولادهم أو إنهم كانوا مش قادرين يدعموهم كفاية، والأجداد خصوصًا يعني الجدات بيبقوا عايزين يصلحوا الغلطات دي عن طريق إنهم يزودوا تعبيرهم عن الحب وبيبقوا منتبهين أكتر وصبورين، عندهم رحمة وحكمة وبيحاولوا يقدموا لأحفادهم اللي ماقدروش يقدموه لولادهم.
وطبعا مش محتاجين نقول إن المستفيد الأول بالتعاطف ده هو الأحفاد وبيقدروا وبيفهموا كل التقدير الإيجابي اللي بياخدوه من أجدادهم وبيقدروا الحب غير المشروط وطبعا علاقة الحب والتقدير بتبقى متبادلة لإن الأجداد كمان بياخدوا من أحفادهم حب وتصديق ماقدروش ياخدوه من أولادهم.