الحرمان من النوم.. معاناة مش ظاهرة بيواجهها أهل غزة بشكل يومي
من ضمن أشكال معاناة كتير بيعيشها أهل غزة.. فيه شكل من المعاناة مش هتشوفه في الأخبار.. وهو “الحرمان من النوم – Sleep Deprivation”.
لو لسه عايش في بيتك أو بيتك اتقصف وعايش في مركز لإيواء النازحين، فـ النوم مستحيل تحت القصف والدمار وصوت الصراخ والعياط وصوت الزنانة في كل مكان حواليك.. أهل غزة الناجيين من القصف مش عارفين ولا قادرين يناموا.. وده له آثار سلبية “جسدية ونفسية” كتير.
الجسم بيحتاج للنوم زي ما بيحتاج للأكل والمياه والهواء، وسكان غزة ماعندهمش كل ده.. وقت النوم، الجسم بيشفي نفسه وبيعيد توازنه الكيميائي.. ومن غير النوم، ولا الدماغ ولا الجسم هيشتغل بشكل طبيعي، وده بيؤدي لمشاكل صحية كتير جدا، وممكن توصل لحد خطر الموت المبكر.
الحرمان من النوم بيأثر على وظيفة الجهاز المناعي في إنتاج الأجسام المضادة اللي بيستخدمها الجسم في مكافحة الأجسام الغريبة زي البكتيريا والفيروسات. وفي حالة الحرمان من النوم، الجسم بياخد وقت أطول بكتير للتعافي من الأمراض وبتزيد خطر الإصابة بالأمراض المزمنة زي السكري وأمراض القلب.
الحرمان من النوم بيأثر على الجهاز التنفسي.. والشخص بيبقى عرضة أكتر للأمراض التنفسية والبرد والإنفلونزا وأمراض الرئة.
الحرمان من النوم بيخلي الشخص أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وفيه دراسات وتحليلات أظهرت إن الأرق والحرمان من النوم مرتبط بزيادة خطر الإصابة بأزمة قلبية وسكتة دماغية.
ولو استمر الحرمان من النوم لفترة طويلة، الشخص ممكن يبدأ يشوف ويسمع هلوسة، ويشوف ويسمع حاجات مش موجودة، ويتعرض لأمراض نفسية زي الاكتئاب والقلق ونوبات الهلع والبارانويا والأفكار الانتحارية.. تخيل شعب بقاله أكتر من شهرين ونص مش بينام.
الأرق والحرمان من النوم هو شكل من أشكال الإبادة الجماعية اللي بيمارسها الاحتلال ضد غزة.. وهو شكل من أشكال الموت البطيء ضد أهلنا هناك.