العلاقة العجيبة بين “إبراهيم الأبيض” والتريندات وكاميرا الموبايل

اتفرجت على فيلم إبراهيم الأبيض؟ إيه رأيك في إبراهيم؟ صاحب صاحبه وجدع وكنت عايزه ينتصر؟ لو أه فانت زيك زي أغلب الناس اللي اتفرجت وكانوا عايزين إبراهيم ينتصر.. مع إن لو فكرت فيها من بعيد شوية.. هتلاقي إنه كان مسجل خطر وقاتل وتاجر مخدرات.. أه الشخص التاني “عبد الملك زرزور” كان مجرم أكتر.. بس الاتنين مجرمين في الآخر يعني.. طب ليه اتعاطفنا؟
السر في الزاوية.. انت شوفت إيه وماشوفتش إيه.. ولما شوفته شوفته من وجهة نظر مين؟
يعني مثلًا.. انتشر اليومين اللي فاتوا فيديو لمحمد صبحي وهو بيزعق للسواق الخاص.. فهل غلط؟ طبعًا وكان ممكن يتم التعامل مع الموقف بطريقة أحلى بكتير.. بس هل إحنا شوفنا الحكاية كاملة بتفاصيلها كلها بظروفها المحيطة وبظروف شخصيتها؟
تعالى نقسم الموضوع حتتين:
هل الزاوية مهمة؟
الفكرة في انت شوفت إيه من الحكاية واللي ورهالك كان واخد أنهي صف؟ زي الفيلم اللي بتتفرج عليه كده وزي إبراهيم الأبيض اللي اتكلمنا عليه فوق.. انت اتعاطفت مع إبراهيم لكن لو الحكاية اتحكت ليك بطريقة مختلفة زي مثلًا
“معلم كبير جه واحد من صبيانه خد الست اللي طول عمره بيحبها ولما المعلم قدر يرجعها تاني.. الصبي بتاعه قرر يخرج عن طوعه فالمعلم شاف إنه لازم يتربى”
ساعتها احتمال تقف في صف “عبد الملك زرزور”
نفس القصة في الفيديوهات اللي بتنتشر.. فانت شوفت الراجل وهو بيزعق وبيتخانق بس.. والرواية دي هي اللي انتشرت.. لكن الزاوية التانية ماتعرضتش عليك.. فلما بنشوف الموضوع من كل الزوايا بنبقى رحماء شوية بالناس
تاني حاجة هي الظروف
فيه حاجة في علم النفس اسمها The fundamental attribution error
وهي لما الواحد فينا بيقرر يرجع تصرف الأشخاص اللي حواليه لصفات شخصية فيهم ومن الناحية التانية يرجع تصرفاته هو للظروف المحيطة.. فمثلًا لو لقيت واحد واقف في الشارع بيتخانق.. فيبقى بيعمل كده عشان قليل الأدب.. لكن لو أنا اللي بتخانق.. فهقول إني كنت طالع مقريف من الشغل وتعبان والراجل هو اللي ابتدى
من الآخر يعني.. مش بنبص للظروف المحيطة بالفعل وبنستسهل ونقول إن اللي بيحصل ده بسبب إن الشخص عنده مشاكل في شخصيته.
طب وبعدين؟
الموضوع مافهوش صح وغلط ولا إن حاجة معينة هي اللي لازم تتقال.. بس في النهاية مهم أوي إننا نبص للحكاية كاملة ونحط نفسنا مكان الناس.. مكان الاتنين اللي بينهم المشكلة مش واحد بس.. ساعتها هنلاقي نفسنا ممكن نعمل زي ده أو نتصرف زي التاني.. عشان هي الدنيا كده.. وخلينا نفتكر كلنا إن كاميرا الموبايل بتصور شوية من اللي حصل.. عمرها ما كانت كل اللي حصل ولا بتعرف تقول الظروف اللي كانت وسط التصوير إيه



