الوجه الأخر للباب المفتوح وماتمثله ليلى!
من فترة للتانية بتنتشر مشاهد عن علاقة حب”حسين”و”ليلى” من فيلم الباب المفتوح بس الغريبة إنك تلاقي شخصيات بقالها أكتر من 70 سنة ولسه الناس بتحبهم ومعجبة بشخصياتهم في الأجيال الجديدة وده إن دل على حاجة يدل على قد إيه الرواية مميزة ومكتوبة بشكل متقن عشان نفضل بنتكلم عنها لحد النهاردة..
بس هل الرواية بس عن “حسين وليلى” ولا الموضوع أعمق من كده!
كعادة الروايات اللي بتتحول لأفلام بيتم حذف أجزاء منها وده اللي حصل مع رواية الباب المفتوح لأن المخرج “هنري بركات” لما عمل الفيلم سنة 1963م شال شوية حاجات زي الفصل الأول من الرواية وتفاصيل خاصة بشخصية ليلى وكمان شال بعض الشخصيات.. وعلى الرغم من كده الفيلم بقى من أهم وأشهر الأفلام وفاز بجايزة أفضل فيلم في مهرجان “جاكرتا” السينمائي .. لكن خلينا نتكلم أكتر عن الرواية لأنك لو حبيت الفيلم لازم تقرأ الرواية وتشوف التفاصيل دي بنفسك…
الرواية نزلت سنة 1960م بقلم الكاتبة المصرية “لطيفة الزيات”
واتصنفت من ضمن قايمة أفضل 100 رواية عربية..، وفازت بجايزة “نجيب محفوظ” سنة 1966م في دورتها الأولى .. وكانت لطيفة من أوائل السيدات المصريات والعربيات اللي بيكتبوا روايات وقتها.
ولطيفة معروف عنها إنها ناضلت كتير وشاركت في الحركات الطلابية في الأربعينات وحركات الدفاع عن حقوق المرأة ده غير كمان إنها رفضت التطبيع مع إسرائيل.
فالنشاط السياسي والإجتماعي لـ”لطيفة” لوحده كافي إنه يدينا نبذة عنها لما هتعمل رواية لازم تكون ليها غرض وقصة وموضوع تنقل بيه أفكارها ورأيها عن العالم اللي حواليها وده بان في روايتها “الباب المفتوح” ويمكن حقيقتها سبب من أسباب نجاحها..
الرواية أحداثها بتدور خلال الفترة ما بين سنة 1946 لـ 1956 وبطلة الرواية “ليلى” بنت من الطبقة المتوسطة وعلى الرغم من كل الحاجات اللي مرت بيها من حالة التقفيل عليها من أهلها ونظرة المجتمع للبنت على إنها أضعف أو مجرد شكل لكنها كانت بتحاول تحافظ على استقلالها وبتناضل عشان وطنها طول الوقت.. وظهر ده من خلال الرواية وبشكل أعمق في رسايل حسين ليها..
جزء من رسالة حسين لـ “ليلى” بقلم لطيفة الزيات:
عشت تعيسة لأن تيار الحياة فيك لم يمت بل بقى حيًا يصارع من أجل الانطلاق.فلا تنحبسى فى الدائرة الضيقة، إنها ستضيق عليك حتى تخنقك أو تحولك إلى مخلوقة بليدة معدومة الحس والتفكير.
وكمان شخصية “ليلى” اتميزت بإنها شخصية واقعية بنات كتيرة تقدر تحس نفسها مكانها من كل زمن.. وأي حد قرأ الرواية هياخد باله إنها بتمثل المجتمع المصري خلال فترة الخمسينيات والمعاناة اللي عاشها في الدفاع عن نفسه ضد الإنجليز وفي نفس الوقت الرواية بتمثلها وبتمثل حياتها وقصة حبها الأولى اللي فشلت بالتزامن مع حريق القاهرة والألم اللي حست بيه ليلى..
بس هل فعلا الرواية اتكلمت عن رحليتن منفصلتين ولا هى كانت رحلة واحدة من البداية وليلى هي الوطن والوطن هو ليلى بكل مشاكله وأوجاعه؟
بنلاحظ إن اللحظات اللي “ليلى” بتبدأ تتحرر فيها من الخوف هي نفس اللحظات اللي بيتقدم فيها الوطن ويمر بفرص أحسن والعكس اللحظات اللي كانت صعبة عليها في مشاعرها كانت صعبة عالوطن..
حرية ليلى أو المرأة اللي بتمثلها هي جزء من حرية الوطن وظهر ده من خلال احترام شحصية”حسين”لـ “ليلى” وإنه كان عايزها تبقى حرة ويمكن ده اللي خلى ناس كتير تحب “حسين” ويحسوا إنه الشريك المثالي لأنه كان بيمثل لـ “ليلى” الحرية والدعم والأمان اللي كانت منتظراه وهي هي الحاجات اللي كان محتاجها الوطن وقتها.
وظهر ده من خلال رسالته ليها وهو مسافر:
جزء من رسالة حسين لـ “ليلى” بقلم لطيفة الزيات
“وأنا أحبكِ وأريد منكِ أن تحبيني، ولكنّي لا أريد منكِ أن تفني كيانك فى كيانى ولا فى كيان أي إنسان. ولا أريد لك أن تستمدى ثقتك فى نفسك وفى الحياة مني أو من أي إنسان. أريد لك كيانك الخاص المستقل”
ويمكن في الرسالة دي ظهرت تيمة الرواية واللي عايزة تقوله”لطيفة الزيات”
إن المرأة هي جزأ من المجتمع وتستحق تاخد حريتها الكاملة زي الوطن بالظبط عشان كدة في اللحظة اللي بيتحرر فيها الوطن هي اللحظة اللي بتختار فيها “حسين” وبتتحرر من كل حاجة في حياتها كانت معطلاها.. وفعلا فتحت ليلى الباب المرة دي على مصراعيه وسابته مفتوح في النهاية!
جزء من رسالة حسين لـ “ليلى” بقلم لطيفة الزيات
فانطلقي يا حبيبتي، افتحى الباب عريضًا على مصراعيه، واتركيه مفتوحًا..وفى الطريق المفتوح ستجدينني يا حبيبتي، انتظرك، لأنى أثق بك، وأثق في قدرتك على الانطلاق، ولأنى لا أملك سوى الانتظار ..انتظارك.