بعد استقالته بسبب غزة.. تصريحات مدير مكتب الشؤون السياسية العسكرية بالخارجية الأمريكية
ليه استقال جوش بول “عضو مكتب الشؤون السياسية والعسكرية” بوزارة الخارجية الأميركية من منصبه من حوالي أسبوع؟ وإيه علاقة “الأسلحة الخاصة” التي بعتتها أمريكا لـ إسرائيل لضرب غزة بـ ده؟!
حسب سكاي نيوز في 19 أكتوبر 2023 قدم “جوش بول” استقالته من وزارة الخارجية الأمريكية بعد 11 سنة شغل في وظيفته، وده بسبب تعامل إدارة الرئيس بايدن مع الصراع في غزة.
وقال:”لقد غمرتني رسائل الدعم لموقفي، بما في ذلك من الأفراد على جميع مستويات الحكومة الأميركية. هذا يعطيني الأمل في أننا نقترب من كتلة حرجة داخل الولايات المتحدة ستؤدي بمرور الوقت إلى تحول في نهجنا الحالي تجاه الصراع الراهن”
وفي 23 أكتوبر 2023 بدأ يوضح جوش بول أسباب وتفاصيل أكتر مهمة عن سبب الاستقالة دي في مقال مع واشنطن بوست حاولنا نترجمه ونوضح أهم النقط اللي ذكرها فيه.. وده اللي قاله:
انا اشتغلت أكتر من 10 سنين في مكتب الخارجية المسؤول عن نقل الأسلحة والمساعدات الأمنية للحكومات الأجنبية.. في كل مرة بيحصل نقاشات أخلاقية حول طلبات الأسلحة من الحكومات دي، “الشهر ده ما حصلش أي نقاش.. عشان كده استقلت!”
قبل كده كنا بنهتم بطلبات إسرائيل في أي صفقة ويحصل نقاشات جدلية كبيرة في الطلبات دي بس لما حاولت اتناقش في الصفقة دي بالتحديد تجاهلوا طلبي وقالوا لازم نتحرك بسرعة.. حتى الكونجرس اللي منع صفقات قبل كده بسبب سجلات حقوق إنسان بتشكك فيها ضغط علينا عشان ننفذ طلبات إسرائيل بسرعة.
بعد كده بيوضح إنه أساس المساعدات العسكرية اللي بتتقدم هو “الأمن مقابل السلام” يعني لو إسرائيل حست بالأمان بعد ما نوفر لها وجود الأسلحة بمليارات الدولارات هتقدم تنازلات تسمح بإقامة دولة فلسطينية وتساعد على السلام.. بس التاريخ أثبت أن الأسلحة ما دفعتهاش للسلام بالعكس..
كمان الأسلحة دي سهلت بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية وسببت خسائر بشرية كبيرة في قطاع غزة وده سبب تعثر قيام دولة فلسطينية وفشل في تعزيز الأمن الإسرائيلي، إسرائيل ليها حق الدفاع ولكن وفقاً لاشتباكات الـ 15 سنة الماضية والناس اللي ماتت بسببها توقعت إن آلاف المدنيين الفلسطينيين هيموتوا.
وكمل جوش كلامه وقال:
على الرغم إن إدارة بايدن قالت ممنوع خروج أسلحة تنتهك حقوق الإنسان خصوصاً زي أسلحة “جو – أرض” اللي هتضر المدنيين لو تم استخدامها بس وزارة الخارجية تجنبت النقاش في ده وسهلت الموضوع..
ودايماً بيكون في نقاشات شديدة في وزارة الخارجية في الطلبات الجدلية زي ما حصل مع طلب أوكرانيا لـ “ذخائر عنقودية”.. بس غياب النقاشات دي في طلب إسرائيل معناه عدم الإلتزام بسياسة بعينها وسهولة التخلي عن قيمنا لما يكون في مصلحة سياسية…
حتى الأسلحة اللي طلبتها إسرائيل وحصلت عليها لا يمكن استخدامها في الصراع الحالي.. وده بيشكل على الأقل في تجربتي، عدم رغبة غير مسبوقة في النظر إلى العواقب الإنسانية المترتبة على قراراتنا السياسية وغض الطرف عن معاناة الملايين في غزة.
“دي مش وزارة الخارجية اللي أعرفها.. عشان كده مشيت!”
وده كان الكلام اللي نهى بيه جوش بول نقاشه وتفسيراته لتقديم إستقالته من المكان اللي اشتغل فيه لمدة 11 سنة.