تفاصيل اكتشاف جامعة المنصورة حفرية في منخفض الفيوم عمرها 30 مليون سنة

النهاردة الصبح 17 فبراير 2025 جامعة المنصورة نزلت بيان عن اكتشاف عالمي جديد لمركز الحفريات الفقارية بالجامعة.. واللي اتنشر في أكبر مجلة دولية متخصصة وهي مجلة “الحفريات الفقارية الدولية”.. فتعالوا نعرف أكتر عن الاكتشاف ده
إيه هو الاكتشاف؟
- الاكتشاف عبارة عن آكلات لحوم شرسة استوطنت غابات مصر قبل نحو 30 مليون عام “باستيت” و”سخمت” مفترسات ما قبل التاريخ واللي أعلن عنه النهاردة الأستاذ الدكتور “شريف يوسف خاطر” رئيس جامعة المنصورة عن تمكن فريق مركز الجامعة للحفريات الفقارية بقيادة الأستاذ الدكتور هشام سلام مؤسس مركز الحفريات بكلية العلوم وعالم الحفريات بنفس الجامعة وبالجامعة الأمريكية.. من اكتشاف وتسمية جنس جديد من الثدييات المفترسة التي عاشت في مصر قبل 30 مليون عام وإعادة تسمية جنس آخر مُكتشف منذ 120 عامًا وذلك بعد نشر البحث في مجلة “الحفريات الفقارية الدولية” للباحثة شروق الأشقر المؤلف الرئيسي للبحث المنشور
وقالت دكتور شروق الأشقر: وزن الحفرية اللي عثروا عليها واللي اسمها “باستيت” حوالي 27 كيلوجرامًا.. وقريب في حجمه من الضبع أو النمر الحديث ويتميز بأسنانه الحادة وعضلات رأسه القوية وما يتصل منها بالفك ما يجعله مفترسًا من الطراز الرفيع
رحلة الاكتشاف
وأشار الدكتور هشام سلام إلى أن بداية الاكتشاف ترجع إلى ربيع عام 2020 وخلال رحلة استكشافية لفريق “سلام لاب” إلى منخفض الفيوم حيث عكفت خلالها البعثة على الاستكشاف لعدة أيام بين طبقات الصخور التي يعود عمرها إلى حوالي 30 مليون عام.. وخلال رحلة البحث لفت انتباه “بلال سالم” أحد أعضاء الفريق بعض الأسنان البارزة لتبدأ عملية استخراج الحفرية وتظهر الحفرية لجمجمة ثلاثية الأبعاد كاملة محفوظة في حالة استثنائية خالية من أي تشوهات مما يُعَد اكتشافًا نادرًا وحلمًا لأي باحث في مجال الحفريات
- وتابع “سلام” أن العمل استمر في صمت على مدار 5 سنوات لاستكمال اكتشاف وتسمية جنس جديد من الثدييات المفترسة التي عاشت في مصر وإعادة تسمية جنس آخر مُكتشف منذ 120 عامًا وفي إطار تعاون دولي بقيادة مصرية نجح الباحثون في كشف هوية الكائن صاحب تلك الجمجمة.. حيث أظهرت الدراسات التشريحية والتحليلات الإحصائية والمورفولوجية أن الجمجمة تعود إلى جنس جديد من آكلات اللحوم المنقرضة تُعرف بالـ”هينودونتات” والتي تطورت قبل زمن بعيد من ظهور القطط والكلاب والضباع وبقية آكلات اللحوم التي تعيش بيننا اليوم وكانت هي المفترسات المسيطرة على بيئات القارة الأفرو-عربية بعد انقراض الديناصورات إلى أن انقرضت هي الأخرى
- وأشار سلام قائلًا: “مضت البعثة في ظروف استثنائية سادت العالم بأجمعه.. إذ قررنا قضاء وقت الحجر الصحي في الصحراء وهو الأنسب للبعد عن أي ملوثات خارجية من جهة.. ومن جهة أخرى نخوض مغامرة لاستكشاف الماضي السحيق حيث يوفر منخفض الفيوم في مصر حقبة زمنية لفترة 15 مليون سنة من التاريخ التطوري للكائنات وهي الفترة من 30-45 مليون سنة والتي ربطت بين الأنواع القديمة وأسلاف الثدييات الحديثة”
إعادة صياغة التاريخ
- وقالت الدكتورة شروق الأشقر عضو الفريق البحثي المصري “سلام لاب” والمؤلف الرئيسي للدراسة: “إن الباحثين أطلقوا على هذا الجنس الجديد اسم باستيتودون “Bastetodon” نسبةً إلى الإلهة المصرية القديمة باستيت التي كانت رمزًا للحماية والمتعة والصحة الجيدة وتم تصويرها برأس قطة.. وأوضح الباحثون أن هذا المفترس يتميز بنقص في عدد الأسنان مثل القطط ومن هنا جاء اختيار باستيت.. أما كلمة “أودون” في اليونانية القديمة فتعني “سن”
- يتميز الاكتشاف الجديد “باستيتودون” بأسنانه الحادة التي تشبه السكاكين وعضلات رأسه القوية وما يتصل منها بالفك.. ما ينم عن قوة عض شرسة تجعله مفترسًا من الطراز الرفيع في غابات غنية بشتى أنواع الحياة من قردة وأسلاف فرس النهر وأسلاف الفيلة وأسلاف الوبر مما يزيد من فرص الصيد أمامه وتنوعها”
- كما ألقت الدراسة الضوء على الوضع التصنيفي لجنس “تيرودون” أو “Pterodon” فيما بين اعتقاد مسبق بأن هذا الجنس قد انتشر في أوروبا وأفريقيا وبين التشكك في ذلك الأمر.. أكَّدت الورقة البحثية أن التيرودون موطنه أوروبا فقط لذا أعاد الفريق البحثي تسمية جنس آخر كان قد اكتُشف سابقًا وعاش في غابات الفيوم أيضًا وفي نفس الحقبة الزمنية.. وأطلقوا عليه اسم “سخمتوبس” أو “Sekhmetops” بدلًا من “تيرودون – Pterodon” تيمنًا بالإلهة سخمت.. وكلمة “أوبس” في اليونانية تعني “وجه” حيث يجدر بالذكر أنه في الحضارة المصرية القديمة كانت الإلهة باستيت مرتبطة بالمعبودة سخمت التي كانت تُصوَّر برأس أسد وترمز للغضب والحرب
- وتؤكد الدراسة أن “باستيتودون” و”سخمتوبس” ينتميان إلى الهينودونتات ضمن عائلة الهاينيلورينات.. وأصلهما الأفرو-عربي لهذه العائلة والتي تلتها هجرات متعددة ومتتالية إلى آسيا.. أوروبا.. الهند.. وأمريكا الشمالية في عدة موجات
- ويضيف سلام: “إن الاكتشاف الجديد يبرز الدور الحاسم الذي لعبته هذه التغيرات المناخية في تشكيل النظم البيئية التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا.. فمن المثير للاهتمام أن نكتشف كيف ساهمت أحداث الماضي في تشكيل عالمنا وأن نتأمل في الدروس التي قد تقدمها لفهم التغيرات المناخية المستقبلية”
إنجازات جامعة المنصورة العلمية
- وقال رئيس الجامعة: إن ده نجاح وتميز غير مسبوق يُسجل بأحرف من نور في سجل الجامعة والإنجاز الجديد يُعد تتويجًا لجهود الجامعة ويسهم في تعزيز مكانتها كجامعة رائدة في مجال التعليم والبحث العلمي
- د. هشام سلام: الاكتشاف الجديد يبرز الدور الحاسم الذي لعبته هذه التغيرات المناخية في تشكيل النظم البيئية التي لا تزال قائمة حتى يومنا هذا
- والجدير بالذكر إن آخر إنجاز لمركز الحفريات بالجامعة كان دخوله موسوعة جينيس للأرقام القياسية.. لامتلاكه أصغر حفرية للحيتان القديمة ممثلة في حفرية “توتسيتس” بعد اكتشافها في صخور يعود عمرها إلى 41 مليون سنة في مصر
- ويعد الاكتشاف ده عالمي باسم الجامعة مما يُعد نجاحًا كبيرًا وتميزًا غير مسبوق للأبحاث العلمية
- واللي كان بدعم واسع من إدارة الجامعة بالتعاون مع هيئة تمويل العلوم والتكنولوجيا والابتكار “STDF” والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID والجامعة الأمريكية بالقاهرة
جدير بالذكر أن مركز الحفريات بجامعة المنصورة أول مركز متخصص للحفريات الفقارية بالشرق الأوسط وشمال أفريقيا.. ويضم العديد من الحفريات الفقارية من العصور الجيولوجية التي يرجع عمرها عشرات بل مئات الملايين من السنين ومنها حفريات السلاحف والديناصورات والقردة والحيتان والتماسيح والأسماك والقوارض.. ومختلف الكائنات الفقارية.. ويهتم المركز بدراسة التراث الطبيعي للحفريات الفقارية.