سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 57: “لا تكسر حد ولا تخلي حد يكسرك”

كلنا أو أغلبنا -لو الذاكرة ساعدته- بيفتكر نصيحة اتقالت له من أهله وهو صغير
ونفعته وهو كبير.. فنرجع نشكرهم أو نترحم عليهم لو مش موجودين
“لا تكسر حد ولا تخلي حد يكسرك”.. النصيحة دي تحديدًا عمرها ما فارفتني.. مش عارف عشان ظروفها ولا قيمتها
ماطولش عليكم قولوا طول!
ساعتها كنت في 2 إعدادي وكنا في الصيف شهر 6 تقريبا.. نتيجتي طلعت وجبت مجموع كبير واترتبت من أوائل المدرسة.. وإدارة المدرسة قررت تكافئنا وتطلعنا رحلة لمطروح لمدة أسبوع
في مشهد تاني موازي للأحداث دي.. بابا كان محجوز في المستشفى
فاستنيت ميعاد الزيارة وجريت عليه أفرحه وأزفله خبر المكافأة.. اتبسط وباركلي
وقتها عمل حاجة غريبة جدا فهمتها بعدين.. طلب من الدكتور يكتبله إذن خروج يكمل العلاج في البيت.. وفعلا خرجوه بعد ما اتأكدوا إن صحته تسمح
بالرغم من تعبه قرر يكافئني هو كمان ويشتريلي لبس جديد عشان الرحلة
أنا فاكر اليوم ده اتكلمنا ودردشنا كتير.. بس اللي علّق معايا لحد دلوقتي لما طبطب على كتفي وقالي: “أنا فخور بيك.. بس زي مانت شاطر في الدراسة خليك شاطر في الحياة وامشي بمبدأ لا تكسر حد ولا تخلي حد هيكسرك.. هتكسب قلوب الناس وهتعيش مبسوط”
قالها ورديت حاضر يابابا اوعدك أعمل كده.. وكملنا شوبنج اللبس وطلبات السفر وبعدها عزمني على الغدا.. الموقف عدا والأيام كمان
لكن الجملة أثرها كمل.. كأنها اتزرعت جوايا بطريقة ما وبشكل لا إرادي لاقتني بطبقها في حياتي
عدت سنين على النصيحة.. بس كل موقف في حياتي بفتكرها وبتأكد من أهمية إن الإنسان يعيش بكرامة وسط الناس.. ما اسمحش لحد بالتقليل مني لا في شغل ولا علاقات ولا في الحياة عموما سواء جد أو هزار
ولا يقل أهمية عنه إني أعامل أي حد باحترام مهما كان سنه.. شكله.. مكانته الاجتماعية ولا حتى مستواه المادي.. الإنسانية أولًا قبل العلم والمنصب والفلوس



