سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية (1) “كل حاجة بتخلص”

في بعض الأيام بيبقى شكلها عادي
بس بتحصل فيها حاجة بتخليها من الأيام اللي ماتقدرش تنساها حتى لو حبيت 

اليوم ده كان واحد منهم

كنت متعودة يكون في بيني وبين مديرتي ميتينج مرة في الاسبوع لأننا بنشتغل عن بعد

مكانتش أنسب طريقة في الشغل بس المفروض إن دي كانت مرحلة مؤقتة.. كان لسه مبقاليش شهرين بس في الشغل 

كنا بنتقابل في كافيه صغير في شارع 9 في المعادي.. أنا مابحبش المعادي عشان بتوه فيها

مابحبش أي حاجة  داخلة في بعض وممكن تسببلي توهان

المهم وصلت وكانت هي مستنياني وده غريب لأنها عمرها ما وصلت قبلي

بدأت اتكلم واحكيلها على اللي حصل خلال الاسبوع اللي فات والحاجات اللي خلصت واللي ماخلصتش

وهي كانت بتسمع ومش بتقاطعني وده غريب أوي عليها.. بس مركزتش أوي في ساعتها

المهم بعد ما خلصت.. بصيتلها لقيتها مرتبكة شوية وبتقولي
بصي انا عايزة أقولك على حاجة.. احنا مش هينفع نكمل مع بعض
في دماغي لثانية حسيت ايه ده ايه جملة المتصاحبين دي

بس سكتت الحس الفكاهي اللي جوايا ده وقولت شكل
الموضوع جد خليني اسمع 

قالتلي انه هي كانت متوقعة حاجة وملقيتهاش.. واني مش مناسبة للوظيفة دي.. مقالتش ايه هي الحاجة ولا طب انا مش مناسبة ليه

قالت شوية كلام مش فاكراه.. لأني كنت بفكر إني كنت معتمدة على مرتب الشغل عشان المكان اللي عايشة فيه اليومين دول
وإن ظروفي متلخبطة

وإني محتاجاه عشان أقدر أقف على رجلي بعد ما رجعت من عيا طويل اوي قعدني في البيت شهور.. وحسيت ثقتي في نفسي اتهزت هزة أنا مكنتش متوقعاها.. كأني برجع خطوات وسنين لورا


قررت ماسمعش باقي كلامها لأنه كان كلام محبط.. كانت بتحملني مسؤولية عدم تحقيق أحلامها.. قررت مالبسش دور الشماعة اللي هي بتحاول تلبسهولي ده..  كنت باصالها بس مش سامعاها..  ولما خلصت كلامها اللي ما سمعتش نصه.. وقالتلي محتاجة حاجة.. قولتلها آه أميريكان كوفي

تنحت كام  ثانية كده وقالتلي ماشي وقامت طلبتلي وسلمت عليا ومشيت

شربته وأنا بفكر هعيش منين وهعمل إيه حسيت الدنيا قفلت في وشي بعد ما كنت فاكرة إنها بتفكر تفتح

قمت اتمشى في الشارع مش عارفة أروح فين ومش عايزة أروح.. كلمني صديق قلتله اللي حصل قالي يالهوي أنا لو منك أموت نفسي.. ضحكت وقفلت

صحيح.. الصديق ده مابقاش موجود في حياتي دلوقتي.. علاقتنا انتهت بعد الموضوع ده بكام شهر بطريقة صامتة

بس وأنا بكتب دلوقتي حسيت إنه فعلاً هو مكانش ينفع يفضل موجود

المهم بعد مكالمته حسيت إن الدنيا سودة أوي

كان معايا مرتب نص الشهر اللي اشتغلته بعد ما مديرتي اديتهولي

دخلت محل حلويات بحبه أوي.. طلبت حاجة حلوة وقهوة
وحطيت سماعات في ودني وفضلت اسمع مزيكا واتفرج عالشارع قعدت ساعة ساعتين محسيتش بالوقت

خدت المنديل اللي قدامي وطلبت قلم من الوايتر
كتبت 3 كلمات بس

“كل حاجة بتخلص” كتبتها ييجي 30 مرة وسبت المنديل مكانه ومشيت

شوفتها صدفة من كام شهر.. قالتلي عاملة إيه واشتغلتي فين
وأهم حاجة التعب والمشاكل اللي عندك تمام

قولتلها “كله زي الفل.. كل حاجة بتخلص” .

Back to top button