سلسلة حكايات يومية عادية حكاية 12: “سبوها تعيط بكرة الوقت هيخليها ترضى زينا”

فاكرة كويس يوم نتيجة الثانوية وكل العيلة قاعدة ورايا وجنبي قدام الكومبيوتر القديم ده وبنفتح المواقع ونعمل “ريفريش” كل شوية وكلنا متوترين.. وأول ما النتيجة ظهرت لقيت البيت كله بيحضن فيا ويبوسني ويقولولي مبروك وده شئ لو تعرفوا يعني ينرفز أي حد مش راضي عن اللي الحاجة اللي بيتقاله عليها مبروك.

يومها جبت ٩٤٪؜ وده مجموع كان لطيف وقتها بس أنا كنت عايزة ادخل كلية معينة وكان فيه صوت داخلي كده جوايا من أول ما شوفت النتيجة وقبل التنسيق وكل ده بيقولي إني مش هتوصل للكلية اللي عايزاها بالمجموع ده.. فقعدت اعيط وانهارت يومها وبقيت مش كويسة والبيت كله يهديني وهم اللي مبسوطين وأنا اللي مش مبسوطة على عكس اللي المفروض يحصل في أغلب البيوت المصرية يعني.

عدى الوقت الطبيعي اللي المفروض يعدي عشان التنسيق، ولما ظهرت نتيجة التنسيق اتأكدت إني مش هدخل الكلية اللي عايزاها فعلا.. وخدت مرحلة من الانهيار والدبدبة في الأرض والزعل عشان كانت على فرق درجة ونص، فطبعا كل اللي حواليا فضلوا يهدوني ويقولولي إن ده نصيب وأكيد ده أحسن لك، بس أنا كمية الغضب اللي جوايا كانت عاميني عن الاقتناع بالكلام ده وكان طبعا نفسي في أي حل يغير الواقع.

فيومها سمعت أخويا بيقولهم في البيت “سبوها تعيط بكرة الوقت هيخليها ترضى زي ما حصل معانا كلنا” وقتها الكلمة دي ضايقتني واستفزتني جدا وحسيت إن لا أنا مش زيهم كلهم أكيد مش هرضى والموضوع هيعدي عادي كده هفضل أحاول وأكيد الزعل والغضب ده مش هيخلص وهشوف حلول تانية.

بعد ما نتيجة التنسيق طلعت وجالي الكلية اللي دخلتها عشان المجموع بس مايروحش على الأرض أخويا هو اللي جه معايا عشان اقدم في الكلية الجديدة ووقتها قدر يقنعني إن المكان ده أحسن من أي كلية تانية أضيع مجموعي عليها وبصراحة هو طول عمره بيعرف يقنعني كويس أوي.. وقتها اقتنعت والغريب إن قررت استسلم للنصيب والقدر اللي كان أول مرة أواجهم بصدمة كده ده بالعكس بدأت اشوف عايزة اتخصص في قسم إيه كمان وافكر واتبسط باللي وصلتله وافهم إني عملت مجهود كويس في المذاكرة.

وعدت الأيام ومع التطور اللي وصلناله عرفت اشتغل في المجال اللي كان نفسي فيه من غير ما ادخل كليته ولا حاجة عادي.. وعرفت إن أه أكيد كان فيه حكمة إلهية ورا الطريق ده بالذات، وده فهمني إن مش كل حاجة عايزاها بتحصل بالطريقة اللي رسمها لها وإن الفكرة بس في إني ابقى محددة أنا عايزة إيه مش أكتر.. وإن بعد الزعل والغضب والدبدبة لازم “اقبل” عشان لو ماكنتش رضيت ولا قبلت كان زماني لسه غضبانة ومتضايقة إني دخلت كلية مش عايزاها واشتغلت شغلانة مش عايزاها، فاتعلمت إن أه “سبوني أعيط بكرة الوقت هيخليني أرضى” زي ما بيحصل مع الناس كلها فعلا.

Related Articles

Back to top button