سلسلة حكايات يومية عادية حكاية 16: الحاجات البسيطة طلعت بتفرق!

على طول لما بسمع جملة “الحاجات البسيطة دي هي اللي بتفرحني أو بتفرق” كنت بتريق عليها عشان أكيد مافيش حاجة بسيطة بتعمل فرق أو بتفرح حد بالشكل اللي الناس بتتكلم عليه.. لكن عرفت قيمة “الحاجات البسيطة” اللي بتفرق بجد دي بعد اللي حصل 

كنت أول مرة أنزل القاهرة وابدأ شغل فيها وكمان أول مرة هسكن فيها لأن أنا من محافظة تانية.. أول ما جيت السكن لقيته حاجة صعبة كده وشكله مش أحسن حاجة وكمان الأوضة والصالة أو الأماكن اللي بقعد فيها أغلب الوقت حاسسها مش مريحة وكل حاجة فيها تقفلك من الدنيا كلها

واللي خلاني بقيت دايمًا اقعد وقت أكتر في الشغل أو المكتب عشان ما أرجعش لمكان السكن تاني ولا أشوف حاجة هناك على الرغم إن كان ليا صديقين في السكن وكنت بحبهم وبحب قعدتهم والكلام معاهم

لحد ما جيت في يوم بعد ما روحت من الشغل وقاعد في الأوضة مع نفسي كده بسمع سلسلة أغاني لـ وردة.. لقيت واحد منهم قطع السلطنة وداخل يقعد معايا شوية.. قفلت الأغاني وقعدنا نرغي ونتكلم عن شغلي وشغله والحياة عموما.. وفتح معايا موضوع الشقة وقالي أنا حاسس إنك متضايق من المكان.. أول رد جه في بالي قولتله حاسس؟ مش متأكد يعني؟!

فبدأ يقولي على فكرة أنت ممكن تخليها أحلى من أماكن تانية كتير لو عايز وتخليها مميزة.. وقولت بيني وبين نفسي هي بصراحة ميزتها الوحيدة إنها قريبة من المواصلات كلها والأهم من كده قريبة من الشغل بتاعي سواء لو هتمشى أو هركب

لكن هو قالي إحنا ممكن نظبط حاجات في الديكور وأنت شخصيًا ممكن تجيب شوية حاجات هتخلي أوضتك نفسها شكلها حلو وأنت حابب تقعد فيها.. وحاول كمان تخلي ترتيبها قريب من أوضتك اللي بتنام فيها في البيت بتاعك الحقيقي ولما بدأت أفكر في كلامه قولت إيه الهبل ده.. يعني هو شوية حاجات تتعلق على الحيطة ولا فرشة معينة أو كرسي هم دول اللي هيخلوني أحب المكان يعني

بس قولت أجرب.. وبدأت فعلا أشتري شوية حاجات وجبت سجادة كانت موجودة في الشقة وديتها تتغسل وفرشتها.. حاجات تتعلق على الحيطة وشكل الديكور نفسه ظبطته بكرسيين ومكتب وكومدينو “أغلبها حاجات كانت موجودة بس محتاجة تظبيط خفيف” وتفاصيل تانية خلت شكل الأوضة مختلف تمامًا ولقيت نفسي بقيت برجع بدري عشان حابب أرجع اقعد في سريري وأرتاح أو لو عندي شغل عايز أظبطه هقعد على المكتب اللي في السكن

لما شوفت تأثير الموضوع في أوضتي بدأت أعمل نفس الحاجات في الصالة والمطبخ والحمام.. والشقة كلها بقت بالنسبالي جميلة وأحب أرجعلها بدري وأقعد فيها وأعمل كل اللي نفسي فيه.. واقتنعت فعلًا إن “الحاجات البسيطة طلعت بتفرق!” وده لأن الحاجات دي كلها حتى ما كلفتنيش كتير

ودي حاجة ممكن ناخدها قاعدة في حياتنا ونبدأ نطبقها على الحاجات البسيطة زي إننا نقدم نصيحة لحد.. نقول كلمة حلوة.. مانبخلش على حد بنصيحة.. الحاجات دي كلها بتاخد مجهود صغير ولكن التأثير بتاعها بيكون كبير وهتخلي الحياة بسيطة وجميلة