سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 18: “هو كل ده كان ليه؟”

عارف لما بتدخل السرير علشان تنام بس دماغك بيبقى ليها آراء تانية؟
أكيد عارف.. دي كانت ليلة من الليالي اللي سألت نفسي فيها السؤال الذي حير العلماء وعنهم الفنان محمد عبد الوهاب قال: “هو كل ده كان ليه؟”
وأعتقد إني وصلت للإجابة اللي ممكن تريحنا..
افتكرت يوم ما قالتلي إنها هتدوقني أحلى حاجة حلوة دوقتها في حياتي.. التراميسو, حلويات ايطالي كده, كانت كل الناس في ريلز إنستجرام ساعتها بتعلمنا إزاي نعملها زي ما بتتعمل في حواري روما.. بعتلها الريل وقالتلي “سيبها عليا”..
كنا رمضان وفعلًا دي كانت أحلى تحلية ممكن أدوقها بعد صيام يوم حر.. والأحلى إني شوفتها.. كان يوم جميل كل تفاصيله لسه قدامي كأني ماشي في نفس الشارع والجو ريحته أكل وحلويات رمضانية بتهف مع كل بيت بنعدي عليه.. بس النهاردة مش نفس الإحساس ولا نفس التفكير ولا نفس الإنسان..
وده لأني روحت وبعدها بيومين لقيتها بتقولي “إحنا ماننفعش مع بعض” وتختفي.. كأني كنت بحلم, كأن أنا بس اللي كنت على قمة الهرم يومها.. مش بلومها بس فضلت أسأل كتير “كل ده كان ليه؟” لحد ما عرفت الإجابة..
والإجابة كانت إني بسأل السؤال الغلط دايمًا.. لأننا ساعتها كنا عارفين كل ده كان ليه ومصدقين السبب بس مش دايمًا هنفضل نجاوب نفس الإجابة.. وإن عادي التغيير ده يحصل وإني لازم أقبل إن الدنيا مش ممتلكاتي المهم إني بعد ما كل حاجة تخلص أبقى عارف إجابة “كل ده كان إزاي؟” و “كل ده اتبسطت بيه ولا لا؟”
وإتعلمت أفرح أو أحزن في كل لحظة وده هيكون كل اللي أقدر أمتلكه من الدنيا.. علشان تكون الليلة دي اللي جاوبت فيها على السؤال الذي حير العلماء “كل ده كان ليه؟”.
أو كما قال مصطفى إبراهيم:
“في ليلة غير كل الليالي
هتعيش فاكرها مهما قلت نسيت
اللي شقلبلك حياتك..
وقاسمك الأيام..
وقاسمك الأحلام..
وقاسمك العالم بأفراحه وأحزانه
هيمشي فجأة بدون کلام
من غير ما حتى يقول سلام
و كأن كله كان خيال
لا عمره كان
ولا الليالي عمرهم كانوا
في الوقت ده ..
لازم ترتب البيت من جديد
وكل شيء يرجع مكانه”.