سلسلة حكايات يومية عادية حكاية (2): “أول مرة حسيت بالبرد!”
اليوم ده بابا صحاني الصبح بدري وقالي عندنا شغل النهاردة بس في مكان بعيد شوية عن بلدنا ومحتاجين نتحرك دلوقتي عشان نلحق نبدأ وقولتله ماشي.. بس هنفطر؟ قالي لأ هنتحرك على طول ونشوف هنعمل إيه هناك.. قولتله ماشي يلا بينا وخدت الجاكيت المفضل بالنسبالي بس كان قدم
على الرغم إن الموضوع كان فات عليه حوالي 12 سنة أو أكتر لكن افتكرته وأنا بعدي بنفس الإحساس أول يوم ليا وقت الترحيل بتاع الجيش أواخر شهر يناير كده.. يوم عادي والشمس طالعة من بدري بس مع بداية الساعة 10 الصبح الجو بيقلب وإحنا بنعمل الإجراءات وأفتكر إن أنا كنت لابس تقيل ومظبط الدنيا بس الجو صعب وإحنا مش في مبنى.. إحنا في مكان مفتوح والبرد اليوم ده رجعني لأول مرة حسيت فيها بالبرد ولقيت نفسي بقول في سري: “طب ما أنا عديت بأصعب من ده وكنت أصغر بكتير!” وافتكرت اليوم ده إننا..
كنا رايحين الشغل بالموتوسيكل وخدنا حوالي ساعة في الطريق وصلنا البيت اللي هنشتغل فيه ولحسن حظي كانوا عاملين فطار ملوكي مايتنسيش وأنا بصراحة كنت جعان أوي فاتبسطت لأن لو عاملين ورق شجر كنت هاكله.. فول بالزيت الحار وطعمية بسمسم وبطاطس مقلية وجبنة وبيض أومليت ومخللات بقى وخضار وبعدها شربت تقريبًا أحلى كوباية شاي شربتها
المفروض إحنا هنعمل أساس كهرباء لشقة لسه بتتصب والنجارين والحدادين خلصوا مع إن المفروض نشتغل قبل الحديد عشان يبقى أسهل بس الصبة آخر النهار! واشتغلنا بس الجو بدأ يغيم وهوا ساقع وشديد ومطرة كل حبة ولسوء الحظ الشقة في الدور السادس فا إحنا نصيبنا كان كبير من الجو الجميل ده.. قعدنا شغالين لحد الساعة 6 تقريبًا ومع كل حركة وخبطة إيدي في الحديد مع المطر كان ميكس محترم لحد ما الشغل خلص
ده خلاني يوم الجيش أعدي اليوم ببساطة واستحمله على الرغم إنه كان أشد من يوم الشغل لكن مش أول يوم حسيت فيه بالبرد فعلًا!
المكافأة بتاع يوم الشغل كانت عبارة عن زيادة في الفلوس اللي خدتها أو اليومية زي ما بيتقال عليها من 10 و20 جنيه لـ 50 جنيه وده حسسني إن اليوم ده كان من أكبر إنجازاتي يمكن لحد دلوقتي.. وفضلت لحد دلوقتي كل ما حد يسألني على أكتر يوم شغل فاكره أو أثر فيك بقولهم “أول مرة حسيت بالبرد”.