سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 20: لو تعبنا هنلاقي ولا كانوا بيضحكوا علينا؟

كلنا عايزين نلاقي بس قليل فينا اللي بيتعب علشان يحقق اللي هو عايزه في الآخر.. بس هل الفكرة دي صح؟
وهل فعلًا لازم نتعب؟
ولا عادي ما فيه ناس مابتتعبش خالص وعندهم كل اللي بنتمناه!!
السؤال ده فكرني بأول موبايل اشتريته في حياتي من فلوسي في صيف 2012.. وكان بـ 550 جنيه على ما اتذكر يعني ودي كانت أحلى حاجة حصلت في الصيف ده..
أكيد لما تقضي إجازة الصيف مسحول في الشغل ومش عارف تعمل حاجات كتير من اللي بيعملوها صحابك اللي من سنك هتتبسط أوي لما تشوف نتيجة تعبك طول الإجازة وهترجع الدراسة مبسوط زي زمايلك بس انبساطك هيبقى مختلف..
ودي حقيقة فعلًا كنت سعيد وفخور بالموبايل ده أوي وشايف إني عملت إنجاز وتعبت ولقيت وراضي.. بس ساعات كنت بفكر هو ماينفعش ده كان يحصل من غير ما اتعب؟ ما عادي ده بيحصل لناس كتير حواليا.. ليه أنا؟
الأيام كانت صعبة ساعتها فعلًا على حد في سني.. وكان بيجي عليا أوقات فعلًا ماكنتش ببقى عايز اللي بعمله ده خالص.. دي مش قصة نجاح شاب عمل لوكال براند وبيقولك قد ايه كان بيجتهد ومابينامش وبيقطع مع أهله وبيحب ده لا.. أنا ماكنتش عايز ده وكان نفسي الدنيا تبقى أسهل..
بس دلوقتي أنا مقتنع بنسبة لا بأس بها يعني إني ماكنتش هبقى قاعد بفتكر القصة دي وبكتبها من غير ما أعمل كل الحاجات اللي مش عايز أعملها دي وأنا مستعجل أشوف نتايجها ايه.. لأن اللي طلعت به منها كان أكبر من الموبايل بكتير..
اتعلمت إزاي أتعامل مع الشغل ومع الوقت ومع الناس.. وبعد سنين اكتشفت إن كل دي كانت دروس أنا ماكنتش بفكر فيها ساعتها ومستعجل أوي إني الاقي في وقتها.. بس منافع الكلام ده جت بعد سنين عادي..
وإن حتى اللي كان بيلاقي من غير ما يتعب من وجهة نظري ساعتها, في حد قبله تعب بشكل أو بآخر علشان ده يحصل.. علشان الحياة دايرة كبيرة وكل نقطة فيها بتأثر وبتكمل وبتريح النقطة اللي بعدها..
فا لكل حد بيتعب في أي مكان عايز أقولك إن مفيش حاجة بتروح.. مفيش ذكرى مش بتعلمك.. مفيش موقف مش هتلاقي بعده.. حتى لو اللي هتلاقيه هو حدوتة تحكيها ساعة صفا..
إتعب وكمل عشان على الأقل تبقى النقطة اللي هتريح اللي بعدك في الدايرة.