سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 24: الراجل اللي ماقالش لأ

بتعرف تقول لأ؟
لو بتعرف فأنا بحسدك.. لأني دلوقتي قاعد بفتكر كام مرة كان المفروض أقول “لأ” وماعملتش ده.. ومش عايز أقولك الندم بيعمل فيا إيه لما بفتكر..
مش عارف إيه ممكن يكون السبب ورا حاجة زي دي .. يمكن التربية.. كان كل اللي مطلوب دايمًا إني أقول “نعم” و “حاضر”.. كل اللي حواليك بيتبسطوا لما تسمع كلامهم.. وأكيد أنا مش عايز أزعلهم مني..
فا كبرت والموضوع كمل معايا.. أنا لسه مش عايز حد يزعل لما أقوله لأ.. كلمة حاضر بتريح وانبساط الناس بيحسسني لحظيًا إني شخص كويس
لحد ما في يوم لقيتني في كارثة بتخرب عليا كل حاجة في حياتي.. كل حاجة بحبها أو مهتم بأمرها باظت وقتها بسبب إني ماقولتش لأ لما فلانة سألتني “بتحبني؟”
كل حاجة فيا كانت بتقول لأ بس اللي طلع مني كان “آه” .. كل اللي كان في بالي وقتها أنا مش بحبها زي ما هي عايزة بس برضه مش عايزها تزعل لما أرفض
وماعرفتش أوقف الغلطة غير لما مابقيناش نعمل حاجة غير إننا نأذي بعض.. وأكبر أذى كان إني ضيعتلها الوقت والمجهود ده كله في حاجة ماكانش المفروض تبقى فيها
بدأت أنهي الموضوع وأقول “لأ أنا مش قادر أكمل” لأن المشاكل بقت تاكل الحياة.. أنا حاسس إني مش في مكاني وهي حاسة بده وعمرها ما ارتاحت.. كل التراكمات خلت النهاية أسوأ وأصعب وكان لازم أستحمل كل ردود الفعل ساعتها.. دي غلطتي من الأول
من بعدها اتعلمت إن ماحدش المفروض يحاسب على تربيتي ومشاكلي.. وإني كبرت كفاية على شماعة أهلي دي.. نجحت كتير أقول “لأ” ولسه بحاول ..المشكلة في النقلة من “آه” لـ “لأ” إن ناس كتير هتزعل وهتبعد..
بس دايمًا بفكر نفسي إن وجع ساعة ولا كل ساعة.. اللي يزعل منك دلوقتي مش هيشيل من عليك الندم وهو بيمارس معاك كل أنواع جلد الذات.. انت اللي هتواجه كل حاجة لوحدك في الآخر.