سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 26: عيشتها حويط وعملت عبيط

عارف الليلة اللي مابتبقاش عارف تنام فيها فا بتقعد ترسم سيناريوهات خيالية وتشوف مشاهد أسطورية زي إنك تجيب جول في الدقيقة 90 أو إن الأشخاص اللي في حياتك كلهم هيبعدوا عنك أو إنك رديت الرد المثالي في خناقة الميكروباص؟
دي ماكانتش ليلة.. دي دماغي طول اليوم على مدار 15 سنة.. تخيلات وتحليلات وسيناريوهات مابتخلصش لكل حاجة.. لعنة الوعي زي ما بيقول الكتاب.. بفكر في كل حاجة ليه وإزاي وإمتي.. مش عارف ليه بس دايمًا بركز في التفاصيل وبحاول أفهم المعاني.. بحاول أبقى “الحويط”
الحويط اللي هيبقى جاهز بالرد والتصرف المثالي في كل موقف.. لأن اللي انت عايشه دلوقتي أنا مخلصه من شهر في دماغي يا برو.. بس ده ماوقعنيش غير في الغلط..
أكتر غلطة مش بنساها.. لما خسرت واحد من أعز صحابي بسبب إني فضلت أفسر وأحلل كلمة قالهالي بهزار لحد ما وصلت إني المفروض أصده ومايتكلمش معايا كده لأن ده لو اتكرر ممكن يعمل وممكن يسوي.. وفعلًا صديته بطريقة مش حلوة في كلام عادي ومن ساعتها ماعرفناش نرجع نتكلم عادي زي كنا بنعمل زمان
ليه اندفعت؟ ليه سبقت الأحداث؟ ليه قلقان دايمًا؟ ليه بحاول أحمي نفسي من مخاطر مش موجودة غير في دماغي؟
عايز أبقى الحويط.. طب ما أنت ممكن تبقى حويط وفاهم ومركز بس ماتقعش في غلط!
بجد؟
حياتي اتغيرت لما اتعلمت إزاي أبقى “العبيط”.. إزاي أعدي كلام وتصرفات كتير وأعمل نفسي مش واخد بالي حتى لو أنا فاهم كل حاجة.. لحد ما الحاجة دي تحصل فعلًا ساعتها فهمي ده هيبقى مفيد.. قبل كده ده كله حرق بنزين عالفاضي.. بتدوس بس مابتتحركش..
مهم إنك تبقى حويط وفاهم كل اللي بيدور حواليك.. بس علشان الفهم ده يطلعك قدام لازم تبقى عارف تعمل عبيط.