سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 31: “الفلوس مش كل حاجة”

زمان كنا كل أسبوع نروح الغيط عند ستي “وآه إحنا بنقول ستي على أم الأم” إنما لو جدتي تبقى أم أبونا عادي.. المهم كل أسبوع يوم الجمعة الصبح كنا بنتجمع ونروح نفطر هناك العيلة كلها والعيلة كلها بمعنى العيلة كلها حرفيًا
بس اليوم ده كان مختلف شوية لأن كان فيه أوضة كده محتاجين يبنوها بالطوب والطين.. فالناس الكبيرة هي اللي هتشارك في الموضوع بقى لكن الأطفال اللي أنا منهم نقعد في جنب ونلعب سوا
بدأوا يجهزوا الطوب وجابوا التراب والمياه عشان يعملوا الطين وده بديل الأسمنت في البُنى.. ومع بداية خلط التراب مع المياه خدت بعضي جري زي اللي بيشم ريحة حاجات من الفرن أو كفتة بتتشوي أو بطاطس بتتقلي ويروح جري كأنه لقى كنز.. سيبت الأطفال الباقيين وروحت جري ألعب في الطين وعجنت الدنيا
بعد ما كله غُلب معايا في إنه يقنعني أبطل القرف ده وألعب مع العيال اللي في سني وأنا مش موافق جالي عرض مغري من ستي بإني آخد 50 جنيه عشان أقعد ساكت وما ألعبش في الطين.. فأخدت الفلوس عادي وبعدها روحت راميها في الطين وراجع مكمل لعب في الطين تاني عشان بصراحة إحساس الانبساط كان أكبر بكتير من الفلوس اللي خدتها
بعد سنين كتير فاتت الفكرة نفسها كبرت معايا ولقيت نفسي بدور على حاجات بسيطة تخليني مبسوط وبعتبرها مش عنصر أساسي في الحاجات دي.. طبعًا مفيش اختلاف على أهمية الفلوس في حياتنا وإنها بتعمل حاجات كتير وبنحتاجها بشكل كبير ولكن
وأنا ببص حواليا بلاقي نفسي حابب القعدة البسيطة في القهوة اللي هي مش مكلفة لكن هتبسطني على عكس ما هروح كافيه وأحس إني مش على راحتي أو لأسباب تانية القهوة بتدي شعور انبساط أكتر وزي كده حاجات تانية
في النهاية مش هننكر أهمية الفلوس لكن عادي نقول إن “الفلوس مش كل حاجة” بالفُم المليان