سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 35: “مش لازم أغير العالم النهاردة!”

النهاردة بصيت في الكالندر.. وبالصدفة افتكرت إن زي النهاردة من سنة بالظبط عديت بأول صدمة كبيرة في حياتي وكانت أول انفصال من علاقة.. كان عندي مشاعر مختلطة ما بين احساس إني متضايقة ومابين إني فخورة بنفسي إني عديت من الموقف ولسه عايشة ماموتش زي ماتخيلت وقتها..

وافتكرت زمان لما كنت بسمع إن الإنسان كل ما بيكون سنه أصغر وخبراته قليلة كل ما بيكون تصوره مثالي عن العالم اللي حواليه ودايمًا مستعجل وحاسس إنه لازم يغير العالم أو العالم لازم يتغير عشانه.. وكنت بقول لنفسي إيه الهبل ده أكيد مش شرط الإنسان عشان ماعداش بتجارب كتيرة يكون مش ناضج أو متسرع لحد ما عديت بده ومعرفتش اتعامل معاه أو مع الحاجات اللي حواليا.. كنت عايزة الدنيا تمشي زي منا عايزة يا بلاش .. جايز بالنسبة لناس كتير حواليا تكون مش صدمة تستحق كل هذا الصياح وإنها حاجة صغيرة لإنهم كانوا مروا بحاجات مشابهة أو صدمات أكبر.. مفهمتش وقتها إن الناس دي بتحاول تساعدني وهما بيقولولي هتعدي وكنت فاكراهم ناس مجانين بيقولوا أي كلام..

أنا كنت عايزة كل حاجة تتحل وأي حاجة وحشة حساها تروح دلوقتي حالًا.. ومهما ناس قريبين قالولي إن الوقت بيحل وبيساعد ماكنتش بصدقهم خالص.. النهاردة بعد سنة قادرة أفهم يعني إيه
Time heals.. الوقت فعلا بيعالجنا وبيخلينا نتقبل حاجات كتير والتجارب كمان
بتخلينا أنشف.. بتخلينا نقدر نحدد إيه المعارك اللي ندخلها وإيه نتجاهلها حتى لو المعارك دي مع نفسنا.. النهاردة بعد سنة لو حصلي نفس الموقف هقول لنفسي أهدي وخدي نفس عميق وسيبي الوقت يحل كل حاجة.. مش لازم أغير العالم النهاردة!

Related Articles

Back to top button