سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 36: أيوا مالها يعني الـ “كومفورت زوون”

زمان وأنا صغير خالص.. كانوا على طول بيقولوا ليا “اتعب دلوقتي عشان ترتاح بعدين”.. يعني وعلى حسب كلامهم.. التعب ييجي بعده راحه.. سنة الحياة.
هتذاكر عشان تنجح وتريح في الإجازة.. هتتعب في ثانوي عشان تدخل الكلية اللي نفسك فيها وترتاح.. هتشتغل عشان تطلع معاش وترتاح.. يعني تقريبًا كل حاجة بتعملها عشان توصل لوقت فيه راحة وإنبساط.
بعدها بشوية.. لما برضه كنت صغير بس مش صغير أوي.. لقيت طالع في وشي مصطلحات كتير بتقولي “اتعب عشان التعب” “عشان التعب حلو” والموضوع بدأ يتطور ويقولولي “لازم تطلع من الكومفورت زوون” وكأن يعني العالم هيبقى أحسن لو أنا اللي طلعت.
بس أنا صدقتهم.. وكنت بدور على ازاي أطلع من الكومفورت زوون وأبقى شخص فظيع بقى يعيش برة مناطق الراحة وأعجب كل الانفلونسرز واللايف كوتشز.. بس بعدها بشوية صغيرين.. حسيت إن “هي مالها الكومفورت زوون؟” ما حلوة وزي الفل.. وأصلًا يعني الإنسان عايش بيدور على الراحة فمعقول لما ألاقيها أدور إزاى أطلع منها؟
من ساعتها قررت العكس.. إني أدور على الكومفورت زوون.. أدور على الشغل اللي برتاح فيه.. وعلى القعدة اللي بتبسطني وعلى الناس اللي شبهي.. وعايز أقولكم إن جوه الدنيا حلوة أوي.. أحلى من برة كمان.. اسيبكم أنا وأدخل الكومفورت زوون بتاعتي بقى.. سلام.