سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 46:“اللي بيخاف يطلع بره”

كنت قاعدة مع صاحبتي بنتفرج على فيلم “أحلى الأوقات” تحديدًا المشهد لما عمرو واكد قال لحنان ترك “إن اللحظة اللي إحنا فيها دلوقتي بعد 20 سنة هتفتكريها وتقولي إنها كانت أجمل شيء في حياتك” وحنان ترك وقتها قالتله لما نشوف بقى ونتقابل.. اتأثرت صاحبتي بالمشهد وحكتلي إنه بيفكرها بموقف سعيد عدت بيه لكنها مادركتش ده غير لما عدت فترة وعرفت إنها كانت مبسوطة فعلًا من قلبها وقتها.. كملت كلامها وقالتلي يمكن عشان في لحظتها بنبقى خايفين.. والخوف بيمنعنا نتبسط..
قولتلها بنخاف ليه؟.. قالتلي: يمكن بنخاف اللحظة تخلص وتنتهي من كتر ماهي حلوة وده بيخلينا نفقد احساس السعادة في لحظتها ومابندركش إلا بعد وقت طويل لما بنكون وثقنا إن اللحظة دي هتفضل موجودة ويمكن تتكرر تاني وللأسف بيكون فات الوقت خلاص.. حسيت من وقتها إن الكلام منطقي وإن أكتر حاجة بتمنعنا من السعادة هي الخوف المستمر .. الخوف من الفقد.. شخص عزيز.. موقف.. لحظة مهمة.. تجربة حياتية .. وكان نجيب محفوظ له مقولة مهمة في رواية أولاد حارتنا بتقول” “الخوف لا يمنع من الموت و لكنه يمنع من الحياة.”
بس إيه صحيح اللي هيحصل لو بطلنا نخاف وسيبنا ايدينا لحظات وخدنا نفس عميق كده وركزنا في اللحظة بس اللي حاصلة ومش مهم وبعدين؟ الماضي خلص.. والمستقبل مش في إيدينا.. الحاضر دلوقتي بتاعنا.. نبص على اللي موجود فعلا عشان لو فضلنا خايفين خوفنا هيخلينا نفقده فعلا او مانحسش بقيمته!..
تخيل فعلًا أسوأ سيناريو ممكن يحصل؟ إن اللحظة ماتتكررش مثلا أو تخلص.. طيب ما أنت كده كده ضيعتها بخوفك وتفكيرك وقتها!
فالمرة الجاية اللي تحس فيها بخوف وأنت سعيد قوله مش وقتك أنت دلوقتي اركن على جنب.