“سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 49: “قريت كتالوج الدنيا؟

زمان كنت مقتنع إن مفيش حاجة اسمها حظ وأن اللي بيحصل بيحصل بسببي أو نتيجة أفعالي وبس.. طبعًا ده جزء من الحياة.. بس لما بتعيش أكتر شوية.. بتعرف إن ساعات كتير بتبقى “هي كده.. هتعمل إيه؟”

 

سواء بقى في علاقات أو أصحاب أو أي حاجة.. الدنيا مالهاش كتالوج تمشي عليه فتوصل لنتيجة معينة.. بس أنا مش هحكي على علاقات بقى.. سامحوني.

 

أنا ماعتبرش من الناس اللي شقيت في حياتها.. بس برضو ماكنتش مولود في بقى معلقة دهب يعني.. عادي زي جزء كبير من الناس.. مش شايل هم المصاريف وعارف إني كل يوم هروح ألاقي أكل في البيت.. ولما ابتديت شغل كان عندي رفاهية اختيار اني اشتغل حاجة بحبها.. في الأول اشتغلت بمرتب قليل وكان مضحوك عليا فيه.. بس عادي بعدها فضلت اتنقل من مكان لمكان لحد ما بقيت اخد مرتب مقبول.. كويس يعني.. ولا يخليك تحوش ولا يخليك تشحت آخر الشهر.

 

وفي يوم من أيام الأسبوع.. جالي تليفون برقم من برة مصر.. وقالولي إنهم عايزني في شغل معاهم ومش هيحتاج إني اسيب شغلي اللي أنا فيه لأنه شغل بسيط.. والمفاجأة إنه كان بفلوس حلوة.. أوي.

 

الموضوع اختلف خالص من بعد ما بدأت الشغل ده.. مش بياخد وقت كبير.. فلوسه حلوة.. مخلياني اشتري أي حاجة نفسي فيها.. مش ببص على سعر الحاجة وانا بشتري.. وعارف إن كده كده الفلوس اللي معايا هتكفي.. كنت بعمل كل حاجة عشان أبقى من أجمد الناس في المكان.. وده حصل فعلًا وبقوا يرجعوا ليا في أغلب الحاجات عشان عارفين إني هنجزها وهعملها مظبوطة.. ومديريني في كل ميتنج يشكروا فيا.. وأنا اعمل خططي على دخلي الشهري الجديد ولا أجدعها مدير فني لمنتخب الأرجنتين.

 

الشغل ده كان بعقد.. وكان مكمل بقاله فترة والعقد كمان اتجدد… فيعني هو مش حاجة فريلانس وهتروح لحالها ولا حاجة من غير عقد ومحتاج تقلق منها.

 

وفي يوم تاني من أيام الأسبوع بعد فترة طويلة.. جالي تليفون جديد.. واتقالي فيه إن إدارة المكان كلها اتغيرت ولغوا القسم بتاعنا كله.. أه والله زي ما بقولك كده.. وعشان تتخيل معايا شوية فاحنا بنتكلم عن تقريبًا أكتر من 70% من دخلي الشهري مابقاش موجود فجأة.. طبعًا ومع الموقف الجديد ده حصل حاجتين:

 

كان لازم ابتدي اخد بالي من مصاريفي عشان الموضوع مبقاش زي زمان والحاجة التانية واللي خدت جزء أكبر من تفكيري.. هو ليه ده حصل؟

يعني أنا كنت بشتغل كويس.. مش ماشي بسبب مشاكل وماكنش فيه أي حاجة تبين إن ده هيحصل في أي وقت قريب.. وفضلت كتير بدور على حاجة منطقية للي حصل ومش بلاقي.

 

بس في الآخر وصلت لإن مفيش سبب غير إنه “ساعات بتبقى كده” وإن الدنيا مفيش ليها كتالوج تمشي عليه عشان توصل لنقطة معينة وساعات كتير بتبقى نصيب وحظ.. المهم إني أعمل اللي عليا عشان لما حاجة زي دي تحصل تاني ابقى عارف إني مأثرتش.. ومن ساعتها بطلت أدور على سبب منطقي لكل حاجة وبطلت أدور على كتالوج الدنيا.

Related Articles

Back to top button