سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 50: احذر.. الانتظار ممنوع ويدمر الصحة

أول ما اتخرجت.. كنت زي أي شاب في ريعان شبابه بدور على شغل في كل مكان ودخلت مجزرة الإنترفيوز اللي مابتخلصش وغالبًا بتترفض فيها كلها.
وقتها واحد صاحبي شغال في شركة من أكبر الشركات في المجال بتاعها رشحني لشغلانة هناك وبعتت السي في وعديت من أول إنترفيو وكلموني وحددوا ميعاد الإنترفيو التاني الساعة 3.. ومش عايز أقولكم على كمية الإنبساط اللي كنت فيها.. لدرجة إني ضربت البدلة الفورمال ولا كأني رايح اتقدم وروحت قبل ميعادي بربع ساعة.
أول ما دخلت.. لقيت كذا حد معايا.. وقولت عادي يعني إيه المشكلة ما أنا مش لامين يامال جي يمضي.
ولما الساعة جت 3 الإتش أر طلع لينا قالنا “معلش يا شباب المدير في ميتنج برة والطريق زحمة فهيتأخر شوية” .. قولت برضه وماله عادي الراجل مشاغله كتير الله يكون في عونه.. استنيت ساعة وماحصلش حاجة.. وكنت عايز أمشي بس قولت “خليك مستنى أكيد قرب ييجي” .. فضلت قاعد الساعة تجيب ساعتين والساعتين يجيبوا 4 وناس من اللي قاعدين يمشوا.. وأنا كل ما اجي اقوم أقول لنفسي “ما انا استنيت كل ده.. أكيد مش هستنى أكتر ويمكن أول ما أقوم ييجي”.. فضلت قاعد لحد ما الساعة بقت 9.. يعني 6 ساعات كاملين.. بعدها الإتش أر طلع وقالنا “مبروك المدير وصل” ودخلت علشان أعمل الإنترفيو.
ساعتها كنت مشحون ومرهق من القعدة وكنت حاسس إني عايز ادخل اتخانق معاه وامشي.. بس الغريبة إني ماعملتش كده وكملت الإنترفيو عادي وعديت الجزء التكنيكال كمان واتقبلت معاهم بأوفر حلو وقالولي هنكلمك نقولك ميعاد البداية معانا.
بس فضلت من ساعة ما طلعت متضايق من اللي حصل ومش عارف أنا ليه استنيت كل ده وليه ماتخانقتش معاه.. المهم إنهم يعني كلموني بعدها بشهرين ونص علشان أروح ابتدي معاهم الشغل.. فقولتلهم “مش بدري أوي كده؟ ده احنا لسة معديين الأربعين مش بفترة كبيرة” وقررت أرفض الأوفر لأني أصلًا كنت غيرت مجال شغلي خلاص وشوفت حاجة جديدة أعملها واشتغلت كمان.
بس من ساعتها وبقيت اخد بالي أنا بستني إيه ومين؟ وعرفت إن مش دايمًا الانتظار هو الصح وساعات كتير الدنيا بتدينا إشارات إننا مانستناش.. مانستناش بقى حد يتغير.. أو مانستناش ضربة حظ تظبط الدنيا.. أو حتى مانستناش ناس سايبانا علشان واخديننا كأننا حاجة مسلم بيها.