سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 53: “هات حب من أبو أفعال وهكون شاكرة جدًا ليك”

كتب

هبة زايد

 

أنا شخص دوغري جدًا ومابيعرفش يخبي حاجة جواه، خاصة في الحب ببقى expressive أوي وده عكس معظم اللي بيدخلوا حياتي، كلامهم قليل حتى لو جواهم مشاعر قد كده وده كان بيزعجني في أوقات كتير لحد ما حصلت حاجة غيرت ده تمامًا!

 

دخلت العناية المركزة ووعيي أغلب الوقت كان مفقود بصحى كل فين وفين، لحد ما في مرة صحيت على صوت ست طالع من السرير اللي جنبي وكانت بتغني بهدوء أوي لجوزها التعبان ودكتور العناية بيأكد عليها توطي صوتها عشان باقي المرضى وإن ده ماينفعش

 

وعشان زي ما قولت وعيي كان يروح ويجي، فكنت بصحى في أوقات مختلفة من اليوم وبرضه بلاقيها، بس في مرة صحيت على خروشته ومكنش فيه حد من الممرضين يساعده ولا مراته موجودة وزرار الإنذار بتاع سريره وقع منه، مافكرتش ساعتها ودوست على زرار سريري وقولت للممرضين يساعدوه

 

واليوم اللي بعده جت مراته وشكرتني عرفت منها إنه في غيبوبة ومابيعرفش يتكلم بسبب مشاكل في الرئة وقصة حبهم كبيرة ولا بتاعة الأفلام، وقالتلي إنها مستنية اليوم اللي رئته تخف عشان بتحبه جدًا وعايزاه يرجع يغنيلها الصبح بصوته الحلو، فطمنتها إن كل حاجة هتكون كويسة وقولتلها هدعيله، واليوم اللي بعديه لقيته شال الأنبوبة واتكلم، وأول ما شافته طارت من الفرحة وقالتله حاجة واحدة بس “انت هتخرج خلاص وهتصدعني بصوتك الوحش!”

 

على قد ما كنت فرحانة إني شوفته خف وبقوا سوا، استغربت إنها ماقالتلوش أي كلام يعبر عن حبها ليه اللي حاكتلي عنه ولا حتى قالتله بحبك، دي كانت مستنية اللحظة دي فافتكرتها هتصدعه من كلام الحب إياه، لحد ما خدت بالي إنها يمكن ماقالتش “بحبك”، بس هي عملت كل حاجة تقول بيها “بحبك” لأن طول فترة وجوده كانت بتغنيله بهدوء رغم تحذير الدكاترة ليها أكتر من مرة، وتحكيله أحداث ولادها المسافرين بره البلد، ومرة تانية كانت بتقوله إن صوته الحلو واحشها وعايزاه يغنيلها الصبح زي كل يوم وبتفكره بذكرياتهم سوا زمان وماكنتش بتسيبه ودايمًا بتقرأ له

 

عرفت ساعتها إن مش شرط تقول لحد بحبك.. بس ضروري تعمل حاجات كتير تعبر بيها عن حبك.. آه التعبير بالكلام مهم في أوقات كتير، بس لو الكلمات صوتها عالي فالأفعال صوتها أعلى خاصة لما بنيجي نتكلم عن الحب أو زي ما بيتقال Actions speak louder than words

Related Articles

Back to top button