سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 55: “هو أنا ليه مبسوط إني كبرت؟”

زمان كان نفسك تكبر.. وأديك كبرت.. طب هو انت مبسوط؟ مش عايز ترجع لفترة معينة؟.. ده كان السؤال اللي روحت بفكر فيه بعد قعدة على القهوة مع “محمد”..

“محمد” صديقي بقالنا “11 سنة”.. بس كل ما أقعد معاه مؤخرًا لازم يقولي “فين أيام ثانوية عامة.. ياريت ترجع تاني”.. بستغرب أوي وبندخل جدال مضحك بينتهي بإني بتهمه إن الكلية بتاعته هي اللي جننته..

المهم في مرة من المرات فكرت هو ليه “محمد” واحشاه أوي كده أيام زمان وأنا كاره أوي الوقت ده؟.. وليه في مشاعر بينا وبين الوقت أصلًا؟ مش كلها أيام ربنا وبتعدي؟

“محمد” مهندس قد الدنيا.. الكلية فعلًا كانت مشكلة كبيرة بالنسبة له.. بعدها اتسحل شوية في الشغل وأيامه مضغوطة مافيهاش وقت كبير لنفسه.. زي ما بيقولي دايمًا إن أيام الثانوية كان بيقدر يعمل حاجات أكتر..

لما ركزت شوية لقيت إن الوقت لغز كبير.. الأيام بتاخد مننا وتدينا.. مشاعر وذكريات وأفكار ومواقف.. يمكن كل ده كان عندي مشاكل فيه مثلًا.. عيشت كل الوقت ده بفكر امتى هكبر وأعمل حاجات كتير مش عارف أعملها في الوقت ده.. دي كانت مشاعري..

وأنا مروح من القعدة دي أدركت إننا مش بنحب أو نكره الأيام.. إحنا بنحب أو بنكره نفسنا في الأيام دي.. وأنا برضه ماتبسطتش لما كبرت.. أنا اتبسطت لما بدأت أحب نفسي وأعمل اللي عايزه خلاص.. 

يمكن تكون مستتقل أيامك دلوقتي.. أو شايفها شبه بعض وكل اللي في دماغك تعديها عشان توصل لحاجة.. بس الكنز الحقيقي في الرحلة.. الأيام بحلوها ومرها كده كده هتعدي.. بس لو فضلت تطارد الوصول عمرك ما هتتبسط في أي يوم.

Related Articles

Back to top button