سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 56: “الرحلة مش لازم تبقى فردية على فكرة!”

معظم الناس مابتحبش تقعد لوحدها.. بس أنا بتستمتع لما أجرب حاجات مختلفة مع نفسي وفي مرة قررت أسافر سيوة لوحدي وفي السكة اتعرفت على بنت كانت رايحة تعمل مشروع تخرجها المستوحى من البيوت هناك.. كنت عايزاها سفرية من اللي بنستجم فيها ودماغنا تهدى بعيد عن الزحمة وأقعد زي البط وخلاص بس مش ده اللي حصل!
وصلنا سيوة وافتكرت إنه هيبقى تعارف على الماشي وخلاص.. بس عشان كل الناس كانوا مع صحابهم في الأوض وأنا وهي لوحدنا خدنا نفس الأوضة وده مكنش مريحني.. آه بحب اتعرف على الناس وأرغي وأتنطط بس مكنش ده هدفي من السفرية.. كنت عايزة أسمع الهدوء وأعمل ريسيرش لشغلي وأنام حلو وبس.. وحتى كل أكتفتيز الفرهدة لغيتها من السفرية
جت وقالتلي إن كل الموجودين دمهم سم وعايزة حد يونسها وهي بتزور البيوت وتاخد رأيه.. وهي عارفة حد من سيوة هيفسحنا وكده بس مش ده اللي أقنعني.. اللي خلاني أوافق إن فيه بنت قالتلها إني لو قعدت لوحدي في الأوتيل هتقعد معايا وهي رغاية بصراحة
روحت معاها وعرفنا بعض أكتر ومن ساعتها صوت الهدوء اللي كنت عايزة أسمعه بقى أي كلام.. حكينا قصة حياتنا لبعض ونسينا الجروب أبو دم سم ده خالص وقضينا معظم الوقت بنلفلف في سيوة كلها مع قريب باباها.. جربنا أكلات مختلفة وعيون المياه السخنة في أكتر من مكان هناك واتعلمنا شوية من الكلام الأمازيغي وكل ما نحس إننا تعبنا وهنريح نلاقي مكان جديد نروحه ونتعرف فيه على ناس أكتر.. لحد ما خدت بالي إن فيه أرقام ناس كتير جنبهم “سيوة” ومش عارفة أفتكر هما مين من كتر ما هما كتير
أعتقد دي أكتر سفرية أتبسطت فيها رغم إني خطتي للهدوء والاستجمام باظت.. بس عرفت ساعتها إن مش لازم الرحلة تبقى فردية خالص حتى لو بنعرف ننبسط لوحدنا.. وإن مش لازم نـ stuck في الخطة اللي حطينها في دماغنا ويا هي يا بلاش.. ونسيب الحياة تفاجئنا لأن هننبسط أكتر ما كنا متخيلين



