سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 58: “لازم تتعلم المواجهة”

أنا عايش طول حياتي بحب ترييح الدماغ ومابقفش على حاجة كتير.. حد هيضايقني في حاجة أو حاجة وحشة هتحصل ساعتها أوتوماتيك بعدي الموضوع ومابقفش عنده خالص
الكلام ده بينفع لما تكون الحاجات صغيرة ومالهاش تأثير لوحدها.. لكن بعد فترة لقيت وأنا في الشغل حوار حصل معايا بسبب ترييح الدماغ ده وكان السبب إني ممكن أسيب الشغل وأمشي بعد سنة واحدة من الشغل
أنا جيت المكان وأنا في العموم شخص مش هيبدأ يكون علاقة بينه وبين حد.. أنا هتفرج بس لحد ما أشوف مين ينفع يكون في أنهي دايرة تخصني وبعدها لازم أستنى منه إشارة عشان نكون في حتة.. كل الناس حصل معاها ده بالتدريج معادا مديري اللي كان فيه بينا فجوة كبيرة في التعامل مخلياني مابقدرش أقول الحاجات اللي بتضايقني
بعد سنة بالظبط من كتر التراكمات لقيت نفسي اتقفلت تمامًا من الشغل كله وعايز أمشي.. لكن لما اتكلمت مرة واتنين وتلاتة مع مديري ومدير الشركة خدت نصيحة نوّرت في دماغي وهي إن “لو ما واجهتش دلوقتي.. غالبًا مش هتعرف تواجه في مكان تاني” ولما دورت الموضوع في دماغي وقيسته على حياتي الشخصية لقيتني فعلًا مش بواجه أغلب الوقت وبركن تحت السجادة وعشان علاقتي بالناس اللي في حياتي الشخصية مش كل يوم فيها مشاكل فكانت بتعدي وكل فين وفين على مايحصل تأثير
لكن الشغل؟ إحنا بنتعامل كل يوم فـ محتاج أبقى موضح كل حاجة وبقول كل حاجة عشان أعديها في وقتها.. وقررت إن لأ أنا هواجه وكمان هبدأ أعبر عن كل مشاعري سواء كشخص أو كفرد في الشركة اللي أنا شغال فيها وده خلى الناس تفهمني أكتر وأسرع وكمان تقدر الظروف مناسبة للضغط أو للهزار أو أو..
لما جربت كمان أطبق ده في حياتي الشخصية حسيت إن علاقتي بالناس بتتحسن وبتكون صافية أكتر بكتير وقادر أقرب منهم بشكل أكبر وقليل ما بكون شايل من حد فيهم
في النهاية أنا مش عارف هل مديري كان عنده حق ولا لأ لما قالي إني لو ماواجهتش دلوقتي مش هواجه في حياتي والموضوع هيفضل بيسبب ليا مشاكل وحوارات سواء شخصية أو في الشغل.. يمكن كنت هتعلم بعدها وهواجه
لكن الأكيد إني عرفت بجد قيمة “المواجهة” وإنها لازم تحصل في وقتها عشان تعدي كل حاجة لوحدها وبطاقة على قد الحاجة… مش إني آخد رد فعل إكستريم على موقف واحد بسبب التراكمات



