سلسلة حكايات يومية عادية حكاية 3: من ساعتها اتغير تفكيري
لسه فاكر اليوم ده واللي حصل فيه وكان نقطة تحول في شخصيتي..
كنت لسه في أوائل العشرينيات.. واليوم ده كنت راجع من الكلية وكما جرت العادة وسيلة مواصلاتي المفضلة الأتوبيس
ودي بتكون فرصة كويسة استفرد بنفسي وأراجع الأحداث الأخيرة وأنا بتأمل الشارع من ورا الشباك
وساعتها كنت بعدي بحالة اكتئاب صغيرة من اللي بتكبس على الواحد فجأة وغالبًا بسبب الحاجات اللي بنراكمها جوانا مش بتخرج.. وذاكرتي اللي بعافية قررت تشتغل دلوقتي وجابتلي كل المواقف اللي ضايقتني.. وافتكرت مشاكلي
حالتي العاطفية اللي مش مستقرة خالص وذكرياتي مع الإكس اللي كانت بتطاردني دايمًا.. مشاكلي مع صاحبي المقرب اللي بيعمل الحاجات اللي بتضايقني رغم إني بقوله عليها.. طب اتخلى عن اقرب حد ليا في مقابل سلامي النفسي ولا استحمل وأذي نفسي ؟.. طب بعد الكلية هشتغل بدراستي وشهادتي ولا لسه هبدأ من جديد؟
افتكرت كمان ذكرياتي مع بابا الله يرحمه وحسيت قد إيه هو واحشني والحياة لونها باهت من غيره
وفجأة لاقيت نفسي محبوس جوه مشاكلي، ناقم على حياتي وبقول “اشمعنا أنا يحصلي كل ده؟”
دماغي سرحت لدرجة إن الطريق اللي مدته ساعة ونصف عدى وماحستش به.. ومافوقتش إلا على صوت الكمسري وهو بيقول: “يلا يا جماعة وصلنا الآخر”
نزلت من الأتوبيس وأنا قلبي مقبوض مش شايف غير سواد ومش طايق نفسي ولا الناس
لحد ما عيني وقعت بالصدفة على طفل عنده حوالي 9 سنين مامته بتشيله تنزله من أتوبيس مكتوب عليه السيدة زينب، فعرفت جاي منين
الطفل من غير شعر في حواجبه ولا راسه، جسمه هزيل باين عليه آثار معركة الكيماوي مع السرطان وبيعيط من الوجع ومامته بتواسيه
وكان المشهد ده كفيل بأنه يوقفني مكاني أتأمله من بعيد وماعرفتش وقتها اتحكم في دموعي.. صرخة الطفل من شدة الألم هزتني..ولاقيت نفسي بدعيله وروحت له هزرت معاه وافكه شوية
حسيت إنها مش صدفة دي رسالة ربانية مهمة جدًا..
رسالة علمتني إني لازم أفكر نفسي على طول بالنعم اللي غرقان فيها وإن الحياة مش سودا زي ما كنت متصور، لا فيها أبيض كتير فيها لحظات فرح، توفيق في دراسة، دخل مستقر حتى لو قليل، أهل وبيت
اتعلمت أفكر في النعم اللي عندي واللي بالمناسبة ممكن تكون جوه الحاجات اللي مضيقاني.. الإكس ماكنش مناسب ليا ولا لأحلامي وهييجي مكانه الشخص المناسب في وقته.. مشكلة صاحبي ممكن تكون مرحلة مهمة في علاقتنا نفهم بعض أكتر وعلاقتنا تستمر.. وأبويا الوفاة أنقذته من آلام مرضه وهو دلوقتي مرتاح
وأدركت إن ورا كل حاجة صعبة بتحصل لنا حكمة حتى لو مش واضحة لينا دلوقتي.. محتاج أهدى وأصبر وأكمل سعي ومعافرة
ومن ساعتها اتغير تفكيري وبقت ملزماني جملة “الحمد لله”