عن جواز القاصرات وتعليم البنات.. مراجعة لفيلم “أحلام البنات – Girls still dream” للمخرجة عطيات الأبنودي

جواز القاصرات أو الجواز بالغصب حاجة بتحصل في مجتمعنا خاصة في المناطق الريفية وممكن تكون عارف حد مر بالتجربة دي.. تجربة صعبة بتحرم البنات من حقوقهم حتى في إنهم يقرروا ويقولوا “لأ” ومابيكونش ليهم فرصة حتى إنهم يحلموا.. ومش بس بيخسروا طفولتهم هما كمان بيخسروا مستقبلهم وبيودعوا أي حلم حلموه.. وكان فيه فيه اسمه “أحلام البنات – Girls still dream” للمخرجة والمنتجة والكاتبة “عطيات الأبنودي” أو “عطيات عوض محمود خليل” اللي اتجوزت الشاعر عبد الرحمن الأبنودي.. والنقاد قالوا عنها إنها صاحبة مدرسة السينما التسجيلية الواقعية الشاعرية.. وده عشان “عطيات” كانت بتهتم تحكي قصص الناس والمشاكل اللي بيعيشوها خاصة الست المصرية.. وفيلمها “أحلام البنات” من الأفلام اللي فتحت النور على جواز القاصرات وتعليم البنات
قصة فيلم “أحلام البنات – Girls still dream”
المخرجة “عطيات” زارت محافظات مختلفة في مصر عشان تسمع للبنات فيها وتعرف منهم ليه اتجوزوا بدري وإزاي حياتهم اتغيرت بعد ما سابوا تعليمهم أو لما مادخلوش المدرسة من الأساس.. وبنبدأ نشوف قصص لبنات من خلفيات بيئية ودينية وثقافية مختلفة فـ “عطيات” حاولت توصل صوت المسيحية والمسلمة والقاهرية والصعيدية كمان.. ورغم الاختلافات دي كلها لكن القصة واحدة إن حقهم في الحلم اتاخد منهم
قضايا الفيلم
- هوية الست وكيانها: الفيلم بيبدأ بإنه بيعرفنا على الشخصية الرئيسية فيه وهي “جملات”.. وفكرة إن يتقال اسم “جمالات” كانت حاجة كبيرة لأنه عكس تقاليد وعادات المجتمع المصري اللي دايمًا بيلغي اسم الست ويناديها باسم جوزها أو أبوها.. وعشان “عطيات” تدي للست حقها وعشان دي قصتها هي.. بدأت تعرف باقي الشخصيات بـ “أخو جملات” و”أبو جملات” وهنا كانت بتحاول تأكد إن دور الست مش مقتصر على الخلفة والتربية بس
- جواز القاصرات: حكى الفيلم عن الظلم اللي بيحصل للبنات من الأب والعيلة بإنهم يجوزوا البنت وهي طفلة ماتعرفش أي حاجة لسه عن الدنيا.. وده بيوضح في جواز “جمالات” من ابن خال أبوها اللي اتكسف يكسر كلام خاله
- تعليم البنات: فيه اللي كانوا بيتعلموا لحد مرحلة دراسية معينة وفيه اللي مكنش بيتعلم أصلًا عشان مش مهم البنت تتعلم طالما أخوها متعلم وعشان البنات ماينفعش تتعلم.. وفيه زوج من زوجات البنات كان بيقول إنه مش عاوز يتجوز واحدة أعلى منه في التعليم
- قبول البنات للواقع: الفيلم كمان ناقش فكرة استسلام البنات للأمر الواقع.. ماكنوش بيرفضوا الجواز اللي أهلهم بيجبروهم عليه.. وده بان لما بنت من البنات كانت بتقول إن حرمانهم من التعليم ماكنش هو الظلم اللي بيتعرضوا ليه البنات لكن السكوت وقبول الواقع والظلم تحت كذبة الرضا هو الظلم الحقيقي
- ضياع طفولة البنات: حرمان البنات من التعليم أو جوازهم وهما قاصر حرمهم من إنهم يعيشوا طفولة بسيطة وعادية.. فالفيلم حكى عن قصة “سناء” وإخواتها اللي مايعرفوش حاجة عن الحياة من ساعة ما اتولدوا غير جمع الزبالة اللي بيبدأوه من الفجر للساعة 12 بالليل.. واللي كان حلمهم بسيط إنهم يتعلموا وبس
- نفسهم يحلموا: وبعد كل قصة من قصص البنات اللي اتعرضت للظلم.. الفيلم بيوضح إن البنات دي لسه عندهم أحلام.. فمثلًا لما جد بنت من البنات رفض تتعلم وقال “مافيش بنات تتعلم” رضيت البنت وفاتها التعليم ولما جدها توفى طلبت من أبوها ترجع للتعليم بس الفرصة كانت راحت عليها فقررت تدخل محو الأمية عشان نفسها تكتب اسمها بدل ما تبصم ولما اتسألت نفسها في إيه.. قالت: “نفسي أتعلم وبس”
- أحلامهم بسيطة: “نفسي ألف الدنيا وأقابل الناس”.. “أحلامي أعرف أكتب وأستقر.. نفسي لما حد يمليني أعرف أكتب”.. “نفسي اعرف أقرأ وأكتب عشان أخويا لما يبعت جوابات أعرف أقرأها”.. “نفسي أطلع دكتورة”
في الآخر الفيلم كان الصوت اللي حكى واتكلم عن أحلام بنات بسيطة عاشوا خايفين يحلموا.. وعرفنا إن أحلامهم بسيطة.. مش محتاجين غير ياخدوا حقهم حتى في إنهم يقولوا “لأ”.. وإنهم مش محتاجين يمروا بأحداث صعبة في طريق إنهم ياخدوا أبسط حقوقهم في التعليم أو الاستقرار وتقرير مصير حياتهم.. وإن فعلًا “البنت زي الولد ماهيش كمالة عدد.. في الاحتمال والجلد مذكورة في المعجزات”