في ذكراها الـ 837.. بنقدملكم لمحة عن المعركة الفاصلة “حطين”
النهاردة 4 يوليو ذكرى معركة حطين بين المسلمين والصليبيين اللي بتوافق سنة 1187 ميلاديًا واللي بيوافق 25 ربيع الثاني 583 هجريًا.. ومعركة حطين مش مجرد معركة بين لكنها كانت نقطة فاصلة زي ما هنوضح لكم في الموضوع اللي هنقسمه على 4 مراحل كالتالي…
المرحلة الأولى: قبل المعركة
في الوقت ده أراضي كتير من بلاد الشام منها الأراضي الفلسطينية وخاصة المدن الساحلية من البحر الميت للبحر المتوسط وبيت المقدس تحت سيطرة الصليبيين اللي بنوا القلاع والحصون واستولوا على خيرات البلاد دي..
ومن الناحية العسكرية والاقتصادية كانوا متفوقين على المسلمين.
وعلى الجانب التاني صلاح الدين بيجهز لـ حلم هزيمة الصليبيين وتكملة الجهاد ضدهم بعد ما بدأه قبله حاكم بلاد الشام نور الدين زنكي
المرحلة الثانية: تخطيط ودهاء
وفي البداية قام بتوحيد مصر واللي اتبقى من الشام: دمشق وحمص وحلب والموصل.
وعقد هدنة مع الصليبيين لمدة 4 سنوات وده إداله الوقت عشان يوحد صفوفه ويحشد قواته ويدربهم.. ولكن كسر الهدنة أرناط حاكم الكرك واستولى على قافلة تجارية متجهة من مصر لدمشق وأسر رجالها ورفض إطلاق سراحهم
واهتم صلاح الدين بالجانب الاستخباراتي عشان يعرف أخبار الصليبيين.. واستغل الصراع بين الملوك الصليبيين على تولي حكم مملكة بيت المقدس بعد وفاة ملكها بلدوين الخامس سنة 582 هـ
وتحالف مع ريموند الثالث أمير طرابلس وبوهيموند الثالث أمير أنطاكية وبكده نجح في شق صفوف الصليبيين
وأدرك إن الحل الأمثل لمواجهتهم مش جوه قلاعهم الحصينة.. واختار قرية حطين الفلسطينية اللي جنب منطقة جبلية وفقيرة في المصادر المائية وحدد وقت المعركة أنه يكون في الصيف
المرحلة الثالثة: معركة حطين الفاصلة
ووصل للصليبيين خبر خروج صلاح الدين لمواجهتهم فجمعوا أكثر من 60 ألف -وهو أكبر حشد منذ احتلالهم المنطقة- مقاتل مقابل 25 ألف فقط من المسلمين
وكان أول معسكر لجيش الصليبيين في طريقهم هو “عين صفورية” وكان صلاح الدين حريص أنه ينقلهم من المنطقة اللي فيها مياه كتير لمنطقة جبلية
وبالفعل قدر يستدرجهم بأنه يهاجم مدينة طبرية فاضطروا يتحركوا بسرعة قبل التزود بالمؤن في طقس الصيف شديد الحرارة بكامل عتادهم وأسلحتهم وخوذهم ودروعهم في اتجاه طبرية اللي جنب حطين
وبعد وصولهم حاولوا يريرحوا ويرووا عطشهم.. لكن منعهم فرسان من جيش المسلمين اللي استولوا على بحيرة طبرية مصدر الماء الوحيد
واستغل صلاح الدين حركة الرياح في اتجاه الصليبيين وأمر بحرق الأعشاب اللي في طريقهم عشان تزود شدة الحر عليهم
واستكمل الصليبيين مسيرتهم تجاه حطين منهكين من الحر والحرائق والدخان من غير أكل ولا شرب.. وفي حطين كان في انتظارهم جيش المسلمين بكامل قوته
وكل فرد في جيش المسلمين كان بيحارب ببسالة وجواه تار معاهم وطوقوا جيش الصليبيين والرماح والسهام سكنت أعناقهم وصدورهم
والمسلمين قتلوا 30 ألف مقاتل من جيش الصليبيين وأسروا 30 ألف تانيين منهم ملك بيت المقدس.. وملك الكرك اللي كسر الهدنة.. وقتله صلاح الدين بنفسه
المرحلة الرابعة: حلم المسلمين
معركة حطين ماكنتش مجرد معركة دي كانت نقطة فاصلة في كسر شوكة الصليبيين ونهاية عهدهم واحتلالهم للأرض
وبعد حطين.. المسلمين تمكنوا من فرض السيطرة على مدن نابلس وعسقلان وصيدا وبيروت وجبيل والرملة وعكا وطبرية ويافا والناصرة عشان يقطعوا الصلة بين الصليبيين وأوروبا
وبعدين توجه صلاح الدين وجيشه للقدس (حلم المسلمين) وحاصرها 12 يوم بقوة من 60 ألف مقاتل وقدروا يهدموا أسوار المدينة
واستسلم قائد القدس الصليبي وقتها “باليان” وأعلن رغبته في الصلح ووافق صلاح الدين
وفي ذكرى الإسراء والمعراج 27 رجب 583هـ الموافق أكتوبر 1187م.. دخل المسلمون القدس بعد 90 سنة من سيطرة الصليبيين عليها واتحقق حلم المسلمين.
ونتمنى الحلم ده يتحقق تاني ونقدر نحرر القدس والأقصى من إيد الصهاينة المجرمين الأعنف والأكثر دموية