في ذكرى تأميمها الـ 68.. لمحة عن قناة السويس من التأسيس للتأميم
كتب: أحمد صلاح
النهاردة بتحتفل مصر بذكرى تأميم قناة السويس اللي تم في 26 يوليو سنة 1956 على يد الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر
وتعتبر قناة السويس من أهم الممرات المائية في العالم..وبيمر من خلالها حوالي 10-12% من حجم التجارة العالمية.
بس خلونا قبل ما نتكلم عن التأميم نعمل فلاش باك بالأحداث من بداية إنشاء القناة
قناة السويس كانت فكرة قديمة بداية من المصريين القدماء وفكر فيها سنوسرت الثالث عشان يسهل مرور السفن من البحر المتوسط للبحر الأحمر بدل ماكانت بتمر عبر البحيرات المرة وتقطع مسافة لحد النيل بالزقازيق وتوصل للبحر الأحمر
لكن سنة 610 قبل الميلاد البحيرات دي اتسدت ونجح بطليموس الثاني في حفرها مرة تانية وإعادة الملاحة.. وفي عهد البيزنطيين وبسبب الإهمال اتسددت تاني
ويمر الوقت… وفى سنة 641 م عمرو بن العاص قدر يرجع الملاحة تاني للقناة وأطلق عليها اسم قناة أمير المؤمنين..وفكر في أنه يشق قناة مباشرة بين البحرين الأبيض والأحمر ولكن تراجع عن الفكرة اعتقادًا منه أن البحر الأحمر ممكن يغرق مصر لأن منسوب المياه فيه أعلى من البحر المتوسط
لحد ما نيجي ليوم 30 نوفمبر سنة 1854 اللي تم فيه منح فرمان للمهندس الفرنسي “فرديناند ديليسبس” بعد ما أقنع خديوي مصر سعيد باشا بخطأ الحسابات دي وأن مستوى البحرين واحد ومافيش ضرر من شق القناة
واتأسست “الشركة العالمية لقناة السويس البحرية” اللي خدت معظم الامتيازات من أهمها إدارة القناة لمدة 99 سنة
أما أسهم الشركة كانت 56% للمستثمرين الفرنسيين والأوروبيين ويديرها ديليسبس
والحكومة المصرية ليها 44% بس .. وتحصل الشركة على 75% من الأرباح و10% للأعضاء المؤسسين ويكون للحكومة 15% بس من صافي ربح الشركة.. وكمان تقدر الشركة تاخد الأراضي اللي حوالين المشروع بدون مقابل
وبعدها بسنة في 25 إبريل 1859 بدأ حفر قناة السويس بسواعد المصريين وتم استخراج 74 مليون متر مكعب من الأتربة واستمر الحفر لمدة 10 سنين لحد سنة 1869
وتم الافتتاح سنة 1869 في عهد الخديوي إسماعيل بحضور ملوك وأمراء الدول من العالم كله
وزادت استفادة بريطانيا وفرنسا من القناة أكتر لما اشترت بريطانيا أسهم الحكومة المصرية مقابل سداد ديون مصر سنة 1875م
وفضلت مصر تاخد “فتافيت” من أرباح القناة لا تتعدى الـ5%
وقبل التأميم بسنين مهندسين الشركة الأجانب حاولوا إرسال خطابات للدول العظمى عشان يمدوا فترة الامتياز ويمنعوا رجوع القناة للمصريين
وعلى الجانب التاني راودت فكرة التأميم عقل الرئيس الأسبق جمال عبد الناصر
عشان يرجع لمصر حقها ويقضي على التدخل الأجنبي
وفي 26 يوليو 1956 في ميدان المنشية بالاسكندرية أعلن الرئيس عبدالناصر تأميم قناة السويس في جملته المشهورة: “قرار من رئيس الجمهورية بتأميم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية باسم الأمة رئيس الجمهورية.. تؤمم الشركة العالمية لقناة السويس البحرية شركة مساهمة مصرية وتنقل إلى الدولة جميع مالها من أموال وحقوق وما عليها من التزامات وتحل الهيئات واللجان القائمة حالياً على إدارتها”
وفي نفس توقيت البيان انسحب المرشدون والفنيون الأجانب اللي شغالين فى القناة عشان يعطلوا الملاحة وبالتالي يحرجوا الدولة المصرية بعدم قدرة أبنائها على إدارة القناة.. في وجود وسائل إعلام أجنبية تنقل الحدث ده
لكن ربنا جعل كيدهم في نحرهم.. لأن الرئيس جمال عبد الناصر توقع الحركة دي .. وكلف مجموعة من أجهزة الدولة ومن البحرية المصرية وفنيين ومرشدين مصريين ومن بلاد مجاورة بتولي مهمة إدارة القناة فور انسحاب الأجانب تحت قيادة السيد المهندس محمود يونس رئيس الهيئة المصرية العامة للبترول
وكانت كلمة السر لدخولهم شركة قناة السويس هي كلمة” ديليسبس” في خطاب التأميم
وبالفعل دخلوا وبلغوا المهندسين بالقرار.. وتولوا مكانهم ونجحوا في إدارة القناة واستمرت الملاحة بالقناة بدون توقف واتحققت إرادة المصريين
وكتبت الصحف والمجلات الأجنبية عن نجاح الإدارة المصرية فى تنظيم حركة الملاحة بالقناة ومنهم مجلة تايم الأمريكية ونشرت فى عددها الصادر فى الأول من أكتوبر 1956 مقال بعنوان ” تحت ظل الإدارة الجديدة ” من أبرز ما جاء فيه ” …بعد ثمانية أسابيع من تأميم القناة وبعد أسبوع واحد من انسحاب ثلثي مرشديها يبدو أن ناصر بر بما كان يفخر به.. فقد مرت منذ التأميم 2432 سفينة بسلام وأمان منها 301 عقب الانسحاب الجماعي للمرشدين الأجانب
وبعدها من 29 أكتوبر لـ 7 نوفمبر 1956م اتعرضت مصر للعدوان الثلاثي من بريطانيا وفرنسا وإسرائيل ردًا على قرار التأميم لكن تصدى لهم المقاومة الشعبية بالسويس.. وتحت ضغط أمريكا والاتحاد السوفيتي انسحبوا من مصر
ولسه لحد النهاردة قناة السويس رمز للإرادة المصرية.