في ذكرى ميلاد”لويس أرمسترونج”.. هل فعلًا “what a wonderful world” مجرد أغنية سعيدة؟

كتبت: ندى خالد

بقالي كتير بسمع أغنية “what a wonderful world” لما بكون مبسوطة وكنت بحس إنها أغنية مودها حلو ومختلفة وكمان مزيكتها حلوة.. لحد من قريب لما سمعتها وأنا متضايقة وجه في بالي إيه اللي يخلي حد ممكن يكتب أغنية وهو شايف الحياة حلوة كده كإنها في الجنة وليه أصلُا اتكتبت بالشكل المتفائل زيادة عن اللزوم ده .. هما زمان كانت حياتهم رايقة للدرجة؟.. فبما إن النهاردة بيوافق ذكرى ميلاد “لويس أرمسترونج” اللي بيعتبر واحد من أساطير مزيكا الجاز في التلاتينات في أمريكا.. هحكيلكوا قصة الأغنية اللي فاجئتني لما عرفت إن ليها أبعاد تانية

لينك الأغنية على يوتيوب لو عايز تسمعها وإنت بتقرأ الموضوع:

I see trees of green, red roses too
I see them bloom for me and you
And I think to myself
What a wonderful world
I see skies of blue and clouds of white
The bright blessed days, the dark sacred nights
And I think to myself
what a wonderful world

الأغنية على الرغم إنها مشهورة دلوقتي وظهرت في أفلام كتير  وعلى الأقل سمعتها مرة واحد شغالة في حياتك.. لكن وراها قصة مختلفة عن النجاح المبهر اللي محققاه عالميًا دلوقتي ومش ده النجاح اللي حققته في بداياتها وماكانش ناس كتير مقتنعة بنجاحها.. ويمكن فكرة إن حاجة تنجح بعد وقت ده من أكتر الحاجات اللي شدتني في القصة..
بالرغم من إن المنتجين والناس اللي في الصناعة كانوا شايفين إن الأغنية بسيطة وسهلة ومش مناسبة لصوت “لويس
أرمسترونج” لكن كان في شخص واحد مؤمن بيها وبنجاحاها وهو المنتج والمؤلف المشارك فيها ” بوب ثييل”


وقتها كانت أمريكا داخلة على مرحلة صعبة جدًا فيها مشاكل وصراعات عنيفة بسبب العنصرية وحقوق الإنسان وحرب فيتنام ده غير طبعًا المشاكل الإقتصادية والإجتماعية  فكان الناس بتمر بحالة إكتئاب شديدة وحاسين بالإحباط.. وده خلى “بوب ثييل” حس إن البلد محتاجة أغنية تعبر عن السلام والمحبة  وزي ما بيقولوا كده حاجة تخليك تحب الحياة وتحس إن العالم حلو من تاني وتقوي عزيمتك وكان شايف إن مفيش حد يقدر يوصلها غير”لويس” فعشان كده خلى المؤلف “جورج ديفيد وايس” يكتب الأغنية وكانوا مؤمنين بيها جدًا


وقال “بوب ثييل” عن الأغنية إنهم كانوا عايزين الفنان
العظيم ده -لويس أرمسترونج- يقول، بطريقته الخاصة، إن العالم حلو فعلاً: مليان حب وتعاون الناس بيقدروا يخلقوها
ولما أرمسترونج قرأ كلماتها قرر يغنيها سنة 1967 لأن الكلمات فكرته بحياته في بيته في كورونا في نيويورك وفكرته بحارته القديمة وإن الناس في المكان ده كانوا زي عيلة كبيرة محافظين على ارتباطهم ببعض وكان الاجيال اللي بتكبر كانت بترجع تزور عيلتها من تاني عشان كده الكوبليه ده فكره بالأطفال هناك

I hear babies cry, I watch them grow
They’ll learn much more than I’ll ever know
And I think to myself
What a wonderful world

وفعلًا تم تسجيل النسخة الأصلية من أغنية “What a Wonderful World”  في سنة 1967م وكانت بتوزيع “تومي جودمان”.. لكن وقتها لاري نيوتن اللي كام رئيس التسجيلات الموسيقية في شركة ABC-Paramount Records كان لسه زعلان من “ثييل” عشان سجل الأغنية وقرر مايروجش ليها في أمريكا خالص ويبوظها..

ورغم إن لويس أرمسترونج عمل اللي يقدر عليه عشان الأغنية تنتشر وغناها في حفلاته وعلى التليفزيون بس حسب كلام “ثييل”،الأغنية بعد مانزلت مبيعاتها ماعدتش الألف نسخة في أمريكا 

لكن الوضع كان مختلف في أوروبا الأغنية نجحت نجاح كبير وبقت رقم 1 في إنجلترا سنة 1968 وفضلت على القمة 13 أسبوع ورا بعض وكمان نجحت في دول تانية في أوروبا وجنوب أفريقيا..

وسنة 1970لويس غناها تاني في ألبوم “Louis Armstrong and His Friends”، بس التوزيع كان مختلف من توزيع “أوليفر نيلسون” وكانت سريعة وعصرية أكتر

The colors of the rainbow, so pretty in the sky
Are also on the faces of people going by
I see friends shaking hands, saying, “How do you do?”
They’re really saying, “I love you”

بعد وفاة أرمسترونج سنة 1971م تم استخدام الأغنية في إعلان لشركة كبيرة وده خلاها تنتشر في أمريكا شوية.. وزود من الانتشار ده بعدها سنة 1987 لما استخدموها في فيلم “Good Morning Vietnam”وكانت على مشهد مؤثر لجنود بيحاربوا وبيموتوا في حرب فيتنام ومن هنا بقى ليها شعبية كبيرة في أمريكا ووصلت للمركز الـ 33 وقتها


يمكن دي قصة نجاح تفكرك إن طول ما أنت مؤمن بالحاجة مهما عدى عليك عقبات كتير هتوصل في الآخر مهما حسيت إن
الوقت طول أو إنك مش هتوصل..



Yes, I think to myself
What a wonderful world

 

Related Articles

Back to top button