في ذكرى ميلاده.. قصائد لم تُنشر للشاعر أمل دنقل

النهاردة بيوافق ذكرى أمل دنقل أو “أمير شعراء الرفض” اتولد عام 1940 لأسرة صعيدية بقرية القلعة مركز “قفط” بالقرب من مدينة قنا بالصعيد.. ووالده كان عالم من علماء الأزهر الشريف.. وده أثر في شخصيته وقصائده بشكل واضح.. وتوفي في 21 مايو 1983م عن عمر 43 سنة
” لا تصالح على الدم.. حتى بدم.. لا تصالح! ولو قيل رأس برأسٍ” مجرد شطرين من قصيدة للشاعر أمل دنقل.. ولكن من ساعتها أجيال كتير بتكررها وبتؤمن بيها.. اتعرف “دنقل” بحبه بالحرية والسياسة والرومانسية.. وكان ليه مجموعة من القصايد اللي ماتنشرتش قبل موته وقرر أخوه “أنس دنقل” إنه يجمعها حتى القصايد اللي كتبها في بداية مسيرته الشعرية.. وأصدرتها الهيئة المصرية العامة للكتاب بعنوان “قصائد لم تُنشر”.. وبالمناسبة دي هنقولك على شوية من القصائد دي:
“نهر الخطايا”
“نهر طهر لديه تذوب كل الخطايا.. النور يسكب فيه مشاعرا كالشظايا.. أتيته وذنوبي تلف كل الحنايا.. معاصيا في معاصي أنفقت فيها صبايا”
القصيدة بتتكلم عن التوبة والذات الإنسانية اللي بتميل للغلط ومليانة معاصي كتيرة وصراعها دايمًا بين الخير والشر ورغبته إنه يتوب وبيوصف صعوبة رحلة التوبة
بكائية “إلى تل الزعتر”
“رويدك لا ترتفع يا علم.. رويدك إن العصافير غابت عن الحقل.. وهي التي حملتك مناقيرها الخضر..(في سنوات التدلي)..وظلت ترفرف عبر سماء الحلم.. فهل أنت ناس؟”
القصيدة كتبها عن المذبحة اللي اتعرض ليها المخيم الفلسطيني “تل الزعتر” في لبنان.. بعد نكبة 1948 مشي 110 ألف فلسطيني للبنان وراحوا مخيمات اللجوء في لبنان.. ومع الوقت لبنان غيرت معاملتها مع الفلسطينيين وبقى فيه اشتباكات بين الميليشيات المسيحية وكتائب الفدائيين الفلسطينيين .. وده اللي خلى مسلمين لبنان ينضموا لمخيم تل الزعتر مع الفلسطينيين.. وبعدها بدأت الحرب الأهلية اللبنانية وحصار المخيم استمر 52 يوم وقطعوا المياه والكهرباء والأكل لدرجة إنهم طلبوا فتوى تجيز ليهم أكل الكلاب وجثث الشهداء في شواع المخيم.. ده غير الهجوم المستمر على المخيم اللي وصل لحوالي 72 هجوم وقصفوهم بأكتر من 55 ألف قذيفة ومنعوا هيئات الإغاثة توصلهم.. ونتيجة المجزرة كانت 3.000 شهيد و6.000 جريح.. وحصلت مفاوضات في أغسطس 1976 بقيادة الدول العربية انتهى الحصار على مخيم تل الزعتر
أين المسيح
القصيدة بتسأل شوية أسئلة فلسفية ووجودية وبتعبر عن إحباط الشاعر من غياب المثل العليا زي العدل والسلام والإخلاص اللي موجودة في المسيح وبدأ يستنكر غياب المبادئ اللي ممكن بوجودها تنهي المعاناة اللي بنعيشها
الشرفة
هي قصيدة بتعبر عن تجربة شخصية للشاعر مع المرض والوحدة والتأمل في الحياة والموت.. وصف فيها “أمل” حالة اليأس والإحباط اللي عاشها وهو على سريره.. وفي القصيدة صور رمزية تعكس صراعه الداخلي مع الموت ومعاناته من الوحدة.. وكان أمل بيعاني من السرطان وبيقضي فترات طويلة في المستشفى.. وبيوصف حالته الجسدية والنفسية فبيشوف نفسه محاصر بجدران غرفة المستشفى وحاسس بالوحدة واليأس.. ورمزية “الشرفة” هي اللي بتسمح له يشوف العالم الخارجي.. لكنها بعيدة عنه.. وده عكس شعوره بالعزلة والانفصال عن الحياة
ويمكن أمل دنقل مشي عن عالمنا بس روحه لسة موجودة في كل قصيدة من قصايده سواء اللي نشرها في حياته أو اللي نشرها أخوه بعد مماته