في ذكرى ميلاده.. ليه “هيتشكوك” هو رجل التشويق الأول؟

تخيل نفسك قاعد على ترابيزة وفيه قنبلة تحتها.. فجأة تنفجر.. المفاجأة هتكون كبيرة.. لكن المشهد قبل الانفجار كان عادي.
دلوقتي تخيل نفس القنبلة.. لكن الجمهور شايف شخص بيحطها تحت الترابيزة وهي هتنفجر بعد دقايق.. واللي قاعدين مش عارفين حاجة.. التوتر هيزيد وكل ثانية هتمر هتكون مشدود أكتر.
المخرج الإنجليزي ألفريد هيتشكوك سمّى الفكرة دي “نظرية القنبلة”.. وكان بيشوف إن سر التشويق هو إنك تخلّي المشاهد شريك في اللعبة.. يعيش كل لحظة من التوتر. وده بالظبط اللي عمله في أفلامه اللي غيرت شكل السينما للأبد.
هيتشكوك كان معروف بـ “سيد التشويق” وده مش عشان بس بيعمل أفلام حلوة.. لكنه بيعرف يخلي المشاهد يعيش مع الفيلم ويقعد على أعصابه مستني يعرف إيه اللي هيحصل وكان بيقدر يخليه جزء من الحدوتة.. عارف حاجة غيره في الفيلم مش عارفها.. ويبقى عايز ينط جوه الشاشة يحكي الحكاية.
اللي جي ده شوية من أفلامه اللي أثرت في تاريخ السينما وهتتبسط لو اتفرجت عليها.
The rope
الفيلم بيبتدي بجريمة قتل.. اتنين بيقتلوا صاحبهم التالت وبيحطوه في صندوق في البيت.. وبعدها بيعملوا حفلة في البيت.. من أول الفيلم وانت عارف إن فيه قتيل وعارف مين اللي قتلوه.. وطول الوقت على أعصابك عشان تشوف هيتم اكتشافهم ولا لأ.
على المستوي التقني بقى.. هيتشكوك عمل حاجة جديدة في الفيلم ده لما خلى وقت الفيلم تقريبًا هو نفس وقت الأحداث الحقيقية.. يعني احنا مش بننط في الوقت.. احنا عايشين معاهم كل ثانية.. كمان حاول يخلي الفيلم one shot وبرغم إن وقتها كان التصوير على خام ولازم يقطع عشان يغير البكرة.. لكن قطعاته والمونتاج هيخليك تحس إن الفيلم ماوقفش خالص.
Pshyco
الفيلم بيبتدي بست سرقت فلوس من شركتها وهربت بيها.. وفي طريقها بتقف في فندق صغير تبات فيه.. وفي الوقت اللي الجمهور مستنى إنها تبقى قصة عن سرقة وهروب البطلة بتتقتل في الفصل الأول من الفيلم وبتتحول لجريمة قتل بندور فيها على القاتل.
هيتشكوك هنا كان كسر كل التوقعات ووانت بتتفرج مش هتبقى عارف ولا قادر تتوقع إيه اللي ممكن يحصل بعد كده
Dial M for murder
القصة بتبدأ براجل اللي بيكتشف إن مراته على علاقة برجل آخر وبدل ما يواجهها أو يطلقها.. بيخطط لقتلها علشان يورث فلوسها ويتخلص منها.. بيستعين بصديق قديم عليه ديون، ويبتزّه علشان ينفذ الجريمة.. لحد هنا جريمة قتل عادي بس اللي بيحصل إن مراته هي اللي بتقتل صاحبه وطول الفيلم احنا عارفين القاتل وشايفينه وهو بيحاول يثبت إن مراته قتلت عن عمد مش دفاع عن النفس.. وده برضو اتحقق فيه “نظرية القنبلة”
Vertigo
في الفيلم ده كمان هيتشكوك لعب على “نظرية القنبلة” .. احنا بنبقى عارفين قبل البطل إن في جريمة قتل حصلت وإن اضحك عليه وبنفضل متوترين طول الفيلم وعايزين ندخل نقوله الحقيقة
وعلى مستوى التصوير.. هيتشكوك اخترع أسلوب بصري جديد وقتها هو “Vertigo Effect” أو “Dolly Zoom”.. اللي بيخلي المشاهد يحس بنفس دوخة وفقدان التوازن اللي بيحسها البطل.. وده بيزود الإحساس النفسي بالمشهد.. والطريقة دي تم استخدامها في أفلام بعد كده مختلفة زي فيلم Jaws
كل ده وأكتر خلى أفلام هيتشكوك تتدرس لحد دلوقتي وخلى أفلامه تشوفها أكتر من مرة وتستمتع بيها كل مرة.. وماتتحرقش.. يعني انت الأفلام اللي اتكلمنا عليها فوق دي برغم إنك عارف قصتها بس كل مرة تتفرج عليها هتحس بنفس التوتر والإثارة.. قولنا هتتفرج عليهم ولا لا ولو اتفرجت عليهم قولنا رأيك فيهم