في ذكرى ميلاده.. ليه يوسف شاهين مخرج مختلف؟
كتب: عمر هشام
النهاردة 25 يناير هو ذكرى ميلاد المخرج المصري يوسف شاهين، واحد من أهم وأشهر المخرجين مش بس على المستوى المصري أو العربي لكن كمان على المستوى العالمي.
يوسف شاهين قدم مسيرة مهمة من الأفلام السينمائية، حوالي 37 فيلم طويل و5 أفلام قصيرة، وأفلام كتير منها حصل على جوائز وترشيحات لجوائز مختلفة حول العالم.
شاهين ناس كتير بتعتبره “مخرج مختلف” ومن المخرجين اللي مش هيجي زيهم تاني.. وسواء اختلفت أو اتفقت مع أسلوبه الفني.. فهمت أو مافهمتش أفلامه.. حبيت أو ماحبتش رؤيته الفنية.. بس بالتأكيد هو واحد من أكتر المخرجين المختلفين وأهمهم.
شاهين.. والعالمية
ما بين 1918 و1952.. عرض مهرجان كان السينمائي 9 أفلام ليوسف شاهين وده اللي ساعده إنه ينتقل من المحلية والمهرجانات العربية لـ العالمية.. حاجة زي كده ماحصلتش مع أي مخرج عربي تاني من حيث الكم أو نوعية الاهتمام.
أوروبا كانت أكتر مكان بيستقبل أفلام يوسف شاهين وخصوصا فرنسا اللي تعتبر المركز الأول في تبني سينما يوسف شاهين وهي اللي كانت باستمرار بتعرض أفلامه سواء كعروض منفردة أو كـ بانوراما احتفائية بأفلامه.
شاهين.. واعتزازه بمصريته
رغم عالمية شاهين وطريقته الهوليوودية في أفلامه إلا إن اعتزازه وتأثره بمصر ظهر في اختيارات أفلامه السياسية.. فمثلا فيلم العصفور اللي أخرجه سنة 1972 كان بيعبر عن الأزمة السياسية والاجتماعية اللي أدت لنكسة 1967 ونقل مفهوم الهزيمة من الوطن للنظام السياسي وتنبأ كمان بالانتصار اللي حققته القوات المصرية لما عبرت قناة السويس سنة 1973.
وخاض “حربه الخاصة” مع المتطرفين أو المتشددين في فيلم المصير سنة 1997 واللي كان رد فعل منه على اللي حصل في فيلمه “المهاجر” بعد ما اتشال من العرض بسبب تعرضه لقصة النبي يوسف عليه السلام في مصر.
شاهين كمان ناقش علاقة العرب مع الغرب وخصوصا أمريكا من خلال أفلامه زي الآخر سنة 1999 والجزء الأخير من سيرته الذاتية “إسكندرية.. نيويورك” سنة 2004.
وفي نهاية مسيرته الفنية.. ناقش الفساد السياسي في مصر في نواحي مختلفة من خلال فيلمه “هي فوضى” سنة 2007 اللي أخرجه بالاشتراك مع “خالد يوسف”.
شاهين.. والقومية العربية
أفلام شاهين ناقشت مواضيع مختلفة ومتنوعة.. وفي مرحلة مبكرة من مسيرته الفنية أخرج فيلم “جميلة” سنة 1958 عن المناضلة الجزائرية “جميلة بوحريد” واللي اتعامل معاها كرمز لثورة الجزائر.
واتأثر بفكر القومية العربية والصراع مع الغرب والتحرر من الاستعمار اللي كانت منتشرة خلال الخمسينات والستينات في مصر والمنطقة العربية كلها.. وأخرج شاهين فيلم “الناصر صلاح الدين” سنة 1963 وهو الفيلم اللي يعتبر نقلة في مسيرة السينما التاريخية في العالم العربي.
شاهين.. والموسيقى
يوسف شاهين استخدم الموسيقى والغناء كعناصر أساسية في أفلامه، مش عناصر مساعدة.. وتعاون مع مطربين كتير في أفلامه زي فريد الأطرش وشادية في فيلم “أنت حبيبي”.. ومع فيروز والأخوين الرحباني في فيلم “بياع الخواتم”.. ومع ليلى مراد في فيلم “سيدة القطار”.. ومع محمد منير في أفلام “حدوتة مصرية” و”المصير”.
شاهين.. وسينما السيرة الذاتية
سينما السيرة الذاتية بتمثل رؤية المخرج لنفسه وللعالم.. وبيختلط فيها العام بالخاص.. والأحداث الذاتية فيها بتشتبك مع شؤون الحياة جوه الأسرة والمجتمع والشغل مع شوية أحداث سياسية خاصة بالوطن أو بالعالم.
يوسف شاهين، اللي يعتبر من أكتر المخرجين اللي بيحبوا المغامرة والتجربة قدم سيرته الذاتية في سلسلة أفلام وهي بالرتيب: “إسكندرية ليه؟” سنة 1979.. و”حدوتة مصرية” سنة 1982.. و”إسكندرية كمان وكمان” سنة 1989.. وختمها بفيلم “إسكندرية.. نيويورك” سنة 2004.
شاهين.. واكتشاف الفنانين
يوسف شاهين كان حريص على اكتشاف مواهب جديدة وشابة للمشاركة في أعماله، وحتى الفنانين الكبار كان حريص يقدمهم بشكل مختلف وجديد.. وقدم وجوه جديدة وفنانين شباب ومطربين كتير للسينما.. منهم اللي كمل ولمعوا كنجوم وفنانين ومنهم اللي ماكملش ومسيرته وقفت عند أفلامه مع شاهين.
على سبيل المثال..
داليدا في فيلم “اليوم السادس”
محمد منير في أفلام “حدوتة مصرية” و”اليوم السادس” و”المصير”
ماجدة الرومي فيلم “عودة الابن الضال”
فيروز في فيلم “بياع الخواتم”
محسن محي الدين في أفلام “إسكندرية ليه؟” و”حدوتة مصرية” و”وداعا بونابرت” و”اليوم السادس”
هاني سلامة في أفلام “المصير” و”الآخر”
خالد النبوي في أفلام “المهاجر” و”المصير”
عمرو عبد الجليل في أفلام “إسكندرية كمان وكمان” و”المهاجر” و”هي فوضى”
يسرا اللوزي في أول أدوارها في فيلم “إسكندرية.. نيويورك”
حنان ترك في أفلام “المهاجر” و”الآخر”
روبي في فيلم “سكوت.. هنصور”
وفي النهاية.. كل سنة وأنت عايش معانا بأفلامك يا چو!