قصة نفوذ حماد” أصغر أسيرة تم الإفراج عنها من سجون الاحتلال
خلال الأيام اللي فاتت انتشرت فيديوهات لراجل فلسطيني اسمه “جاد حماد” بيستغيث بالمجتمع الدولي والمنظمات أنهم يطمنوه على بنته اللي مع سلطات الاحتلال مايعرفش عنها أي حاجة… طب إيه الحكاية؟
مصير مجهول
“نفوذ حماد” بنت عندها 16 سنة من حي الشيخ جراح في القدس.. أسيرة في سجون الاحتلال من سنتين بدون محاكمة.. وكان من المفترض الإفراج عنها في الدفعة الثانية يوم السبت اللي فات
وبيحكي والدها إن مخابرات الاحتلال بلغوه بالحضور لمركز تحقيق المسكوبية
واتفاجئ بأهالي الأسرى الباقيين.. جمعهم الاحتلال عشان يحذرهم ويبلغهم بمنع مظاهر الفرحة أو إجراء لقاءات صحفية أو تجمعات وقت الإفراج عنها.
وبعد ما خلاص أخيرًا هتبقى في حضن عيلتها وتتحقق الفرحة اللي مستنينها كلهم… فجأة “جاد” بيحكي إن سلطات الاحتلال بلغوه: “بنتك مش هتخرج يلا روح!”
وحاول كتير يعرف السبب يفهم، طب فين بنته، حالتها إيه؟ ، ماحدش جاوبه وخرجوه بره.. وبعد ما اتزرع الأمل في قلوب العيلة.. فضلوا مايعرفوش حاجة عن بنتهم طول الفترة دي إلا معلومات قليلة.
قصة اعتقال الطفلة “نفوذ حماد”
وفقًا لبيان من هيئة شؤون الأسرى بتحكي نفوذ للمحامية بالهيئة.. والرجوع سنتين ورا….
أنه في يوم 8 ديسمبر 2021 الساعة 9 الصبح في مدرسة بنات الروضة الحديثة الثانوية.. نفوذ اللي عندها 14 سنة كانت موجودة مع زميلاتها في الحصة الأولى.. وفجأة، اقتحمت قوات الاحتلال المدرسة وبدأوا يفتشوا كل الطالبات،
ووقفوا بعض الطالبات بجانب الحائط وبدأوا التفتيش.. وأمروا باقي الطالبات والمعلمات والعاملين في المدرسة بالخروج إلى الساحة، ووقفوا الكل على شكل طوابير.. وتم فصل الطالبات اللي اتفتشوا.
وبتحكي نفوذ: “أدخلوني بعدها لأحد غرف المدرسة مع مجندتين قمن بتفتيشي وصادروا مني هاتفي وأعادوا تقييدي بالقيود الحديدية للخلف، وعصبوا عيني بكمامة وأنزلوني على درج المدرسة، وحينها طلبت مرافقة أختي أو معلمتي فرفضوا ذلك، وقاموا بالصراخ في وجهي مرة أخرى وأمروني بالسكوت، وفيما بعد اقتادوني وقاموا بزجي داخل سيارة عادية وكنت محاطة بجنود الاحتلال من جميع الجهات، ويداي مقيدات للخلف ومعصوبة العينين بكمامة”.
ظروف صعبة في سجون الاحتلال
ووفقًا لكلام نفوذ.. أنه تم اقتياديها لمركز تحقيق المسكوبية.. وتم استجوابها من 6 أو 7 محققين وسط صراخ وشتيمة ألفاظ نابية وضرب مبرح وتهديد بالسجن وحرمانها من رؤية أهلها أو اعتقالهم وهدم بيتها،
وبعدين تم احتجازها في قسم معبار الشارون مع صديقتها إسراء وإجبارهم على السكوت بالقوة.. وكان بيتم نقلهم من مكان الاحتجاز إلى مكان التحقيق لمدة 10 أيام متتالية.. وتم حرمانهم من النوم إلا ساعتين يوميًا فقط،
وبتوصف نفوذ ظروف الزنزانة مع الأجواء الشتوية بأنها صعبة جدًا..
عبارة عن نافذة كبيرة مفتوحة بشكل دائم.. ولو طلبت تقفلها السجانين يرفضوا،
وأول يومين مافيش أكل.. ومرة من المرات طلبت ماء تروي عطشها وحرمانها جابولهم ثلج.. وكانت في مماطلة مستمرة في إحضار وجبات الطعام،
أما عن النوم.. البطانية اللي بتوفرها إدارة السجن عبارة عن غطاء خفيف والفرشة من الجلد بدون مخدة ورائحتهم كريهة والزنزانة قذرة جداً .. ووجود صراصير وحشرات.. وبدون استحمام وبنفس الملابس،
ولو طلبت أدوات نظافة زي شامبو وفرشاة أسنان، كان بيتم الاعتداء عليها بالضرب المبرح والشتيمة بألفاظ نابية وإدخالها زنزانة انفرادي
وبعدها بأيام تم تقلها لمعتقل “الدامون” وكان حالها زي باقي الأسرى.. عدم الخروج للساحة، منع الزيارات أو الإتصال بالأهل إلا كل حين.
إطلاق سراح أصغر أسيرة
ومن 2021 لـ2023 فضلت نفوذ في الوضع ده لحد نوفمبر 2023 الجاري بدون محاكمة تعاني من سوء معاملة سجون الاحتلال
وفي يوم 12 نوفمبر الجاري اتحكم عليها بـ12 سنة ودفع غرامة 13 ألف دولار بتهمة طعن مستوطنة ومحاولة إيذاءها،
لكن المقاومة تفاوضت على خروج نفوذ في وقت الهدنة وكان المقرر أنها تخرج يوم السبت لكن وهي بيتم استعدادها للخروج اعتدت عليها قوات الاحتلال ودخلت المستشفى وأعادوا اعتقالها مرة تانية..
وإمبارح الاثنين تم إطلاق سراح ضمن الدفعة الرابعة “نفوذ” في حضن عائلتها بعد أن عانقت الحرية وتحررت أصغر أسيرة في سجون الاحتلال
وده وسط حصار قوات الاحتلال لمنزل “نفوذ” بعد ما اقتحموه عشان يفضوا التجمعات ويمنعوا إجراء لقاءات صحفية.. وده مامنعش فرحة “نفوذ” وقالت: “مش مهم.. الحمد لله إحنا طلعنا ونورنا بيوتنا ورجعنا لأهالينا”
وعقبال تحرير أرض فلسطين كلها