ليه أوقات بتحس إنك مش قادر تسامح أهلك.. وإزاي تتغلب على الإحساس ده؟

يمكن كلنا في مرحلة ما في عمرنا مرينا بمشاكل كتير مع أهلنا خاصة الأب والأم.. وفيه مننا اللي له ذكريات سيئة مع المشاكل دي ويمكن ماقدرش يسامح فيها حتى بعد ما بيكبر ويتجوز ويخلف.. طب ليه مشاكلنا معاهم مش سهلة علينا؟
في دراسة اتعملت سنة 1997 واتنشرت سنة 1998 للدكتور “فينسيت فيليتي” و”روبرت أندا” على أكتر من 17 ألف مشترك من البالغين توصلوا لنتيجة مثيرة جدًا للإهتمام… لقوا إن تأثير تعرض الأطفال لصدمات في طفولتهم مش بس بيأثر على نفسيتهم وهما أطفال وبرضه لما يكبروا لأ ده كمان بيزود فرص إصابتهم بأمراض جسدية بعد البلوغ.. والصدمات أصحابها بيكونوا أكتر عُرضة لأمراض القلب والاكتئاب وكمان محاولات الإنتحار.
والصدمات دي زي الإساءة العاطفية والجسدية والإهمال الجسدي والعنف الأسري وغيرها بيتعرض ليها حوالي 61% من البالغين في الوقت ده و16% منهم تعرضوا لـ4 أنواع منها أو أكتر.
بعد كل الأسباب دي هنلاقي برضو إن ممكن الأسباب تختلف من شخص للتاني بس هتلاقي كله متفق في سبب واحد.. الأمان.. مش سهل لما مصدر الأمان الأول في حياتك يتحول ويبقى أول حاجة بتهددك.. التهديد اللي بيخليك تدور وتتوه كتير عشان تبطل تحس بيه.
بس مش كل ده المفروض يهدأ مع الوقت؟
الحقيقة مش بالضرورة وفيه فعلًا أهالي مايتسامحوش وغلطات ما ينفعش نسامح فيها.
بس عمرك سألت نفسك ليه أصلًا انت محتاج تسامح؟
– في أغلب الوقت انت محتاج تسامح علشان تقدر انت تعيش أحسن وتحس بشكل أحسن تجاه نفسك وتجاه ماضيك وذكرياتك.
– كمان من أهم الأسباب اللي تخليك تسامح هي إنك تبطل تعيش في دور الضحية.
– ماحدش يقدر ينكر إن تأثير مشاكلهم على حياتك.. بس في نقطة ما لازم تبدأ تشوف انت هتسيطر على حياتك إزاي وتتخلص من تأثيرهم وسيطرتهم عليك.. لأن تخيل؟ انت دلوقتي المسؤول فعلًا وانت اللي هتتحمل نتيجة اللي بتعمله مهما كان السبب
– وانك بتكبر وتنضج وبتعرف مع الوقت برضه إنهم كانوا بيحاولوا زيهم زيك.. هما كانوا شباب وعندهم غلطات.. عندهم تراكمات وأزمات نفسية من طفولتهم.. هما كمان ممكن يكونوا ضحية وماعرفوش يتخلصوا من ده
طب مين هيكسر الدايرة وإزاي؟
عارفين إن الموضوع مش سهل وعارفين إن في حاجات ماتتغفرش بس ماحدش بيعاني بسببها غيرك.. والتفكير فيها بطريقة مختلفة ومن نظرة تانية ممكن يساعدك تتخلص على الأقل من جزء كويس من الألم اللي بتحس بيه.
– مش عايزينك تاخدها تنمية بشرية.. بس بجد انت محتاج تسمع وتحدد مشاعرك كويس.. تعرف انت ليه زعلان أو غضبان أو خايف وليه المشاعر دي لسه مكملة معاك.. إجابات الأسئلة دي هتساعدك توقف دايرة الأذى دي وتقلل من تأثيرها عليك.
– كل ما تسمع نفسك وتحدد مشاعرك يبقى عندك إجابة على ليه أنا حاسس كده وليه بفكر كده كل ما هيكون أسهل تعدي لحظاتك السيئة..
– وفكر وعبر عن نفسك وعن اللي جواك وحاول دايمًا تلاقي وسيلة للتواصل معاهم تقدر من خلالها تشرحلهم اللي مضايقك وتاعبك.. التعبير ده هيغير نظرتك لنفسك.. انت دلوقتي بقيت تتكلم وتقدر تغير مش طفل بيستقبل ويسكت.
– وأكيد كل ده مش هيبقى سهل على شخص واحد إنه يتعامل معاه وهتيجي عليك أوقات تلاقي نفسك مش قادر وهنا لازم ماتترددش إنك تتطلب المساعدة من متخصصين سواء طبيب أو معالج نفسي.. في حاجات بتبقى أكبر مننا وعادي إننا نطلب المساعدة..
وفي الأخر عايزين نقولك إن مش انت المشكلة ولا كل ده كان ذنبك.. انت كنت ضحية ظروف وأفكار ودايرة عنف أكبر منك.. بس جه الوقت إنك تكسر الدايرة دي وتعيش حياة تحب تعيشها..
“الغفران ليس تنازلًا عمن أخطأ في حقك.. بل تحريرٌ لنفسك من سجن الماضي”
– د. إيثان كروس