ليه بتحس إنك مش موجود ومش حاسس باللحظة اللي انت عايش فيها؟

كنت موجود في مكان قبل كده ومرة واحدة حسيت إنك مش موجود معاك؟ مش حاسس باللي بيحصل؟ مش عارف تجاري اللي حواليك وعقلك في دنيا تانية؟
دي حالة ببيسموها “شرود الذهن” أو “Mind-wandering” واللي حسب ورقة بحثية اتنشرت في مجلة “Science” بتتعرف على إنها حالة بتدخل فيها الدماغ بتبعد تركيزك عن اللي بتعمله دلوقتي وبتخليك تركز في أي حاجة تاني بتحصل حواليك أو جواك من أفكار أو مخاوف أو توقعات
غالبًا الحالة دي بتحصل بدون قصد منك.. وكمان بتكون مربوطة بالذكريات اللي عيشتها أو أفكارك اللي بتفكر فيها للي جاي.. وده بيقلل حضورك الذهني في الوقت الحالي وبالتالي استمتاعك باللي انت بتعمله بيقل وده بيخليك أكثر عُرضة للتقلبات المزاجية والشعور بالفراغ حتى لو حواليك ناس
طيب ده بيحصل إزاي؟
في دراسة اتنشرت على موقع “Science Direct” بتقول إن في شبكة في المخ اسمها “شبكة الوضع الافتراضي” أو “Default Mode Network – DMN” ودي بتنشط في الوقت اللي ممكن ماتكونش شغال فيه على حاجة ودماغك فاضية إلى حد ما.. وتبدأ تسحلك معاها في أفكار عن الماضي والمستقبل.. الذكريات والخطط والمشاعر.. ودي لو ماقدرتش تسيطر عليها بتطلعك تمامًا من المكان واللحظة اللي انت موجود فيها.. لعالم تاني جواك انت بس..
كل ده له تأثيرات عليك.. ومش بس سلبية كمان في إيجابي.. تفتكر هو إيه؟
1- التأثير الإيجابي: إنك ممكن تتحرر من الأفكار اللي حواليك وتبدأ تفكر وتبدع وتتطلع فكرة جديدة بعد السرحان ده وكمان ممكن تقدر تخطط لنفسك وحياتك بعد الأسئلة والأفكار اللي هتجيلك دي..
2- التأثير السلبي: إنك مش هتقدر تأدي بالشكل المطلوب في المواقف المختلفة.. سواء شغل أو خروجة أو حتى لو قاعد في البيت مع أهلك انت سرحان ومش موجود والمشكلة الأكبر إنك مش هتقدر تفتكر اللي بيحصل ده بعدين.. الأسوأ من ده إنك هتعاني من اضطرابات مزاجية وحالات نفسية سيئة زي القلق المستمر نتيجة التفكير في المستقبل واللي ممكن يحصل أو الاكتئاب نتيجة الحزن على الماضي والمواقف اللي ماعملتش فيها أحسن حاجة..
طيب حل المشكلة دي إيه؟
في كذا طريقة تقدر تتعامل بيها مع الشرود الذهني بحيث تقدر ترجع للحظة اللي انت فيها وتستعيد تركيزك ومنها:
1- اليقظة الذهنية أو “Mindfulness“
انت هنا بتبقى واعي وفاهم مشاعرك وأفكارك ومش بترفضهم ولا تقاومهم.. بس بتقدر تسيطر عليهم وتستعيد تركيزك للي بتعمله.. ودي ليها طرق وبتيجي بالتدريب وبيكون منها
– التنفس الواعي: إنك تركز على نفسك وتنظم الشهيق والزفير
– مسح الجسم: المس جسمك وشغل حاسة اللمس ده هيساعدك ترجع وعيك واحساسك بنفسك وباللحظة اللي انت موجود فيها
– ملاحظة الأفكار: إنك تبقى واعي ومدرك لسيل الأفكار اللي بيندفع لدماغك في وقت السرحان ده وتحاول تحمي نفسك من السلبي منه عشان ميأثرش عليك بشكل سلبي برضه
2- تنظيم البيئة
الكركبة اللي حواليك بتزود من تشتتك.. حاول على قد ما تقدر تهيأ كل حاجة حواليك وترتبها.. تقفل إشعارات الموبايل اللي مالهاش لازمة وبتسحلك مع كل رنة.. ظبط الإضاءة بطريقة تساعدك عالتركيز وتخفف على عينك الضغط
3- التخطيط الزمني
ماتبدأش حاجة من غير ما تكون حاطت ليها وقت تخلص فيه.. ماتروحش مشوار مش عارف هتمشي منه امتى.. حاول تملى ساعات يومك بمهام مختلفة تقلل الملل والرتابة.. كل ده هيقلل القلق ويزود الإنتاجية بتاعتك
وأخيرًا وليس آخرًا ماتنساش إن كل دي نصايح من تجارب مختلفة ممكن تكون مش مناسبة لحالتك.. عشان كده لو بتواجه صعوبة شديدة صعب السيطرة عليها بالطرق دي لازم تستشير طبيب في أقرب وقت ممكن.