ليه بنحب الجوابات المكتوبة بخط الإيد؟

كتب – عمر هشام 

 

أصدقائنا المتابعين الأعزاء،

                                                  تحية طيبة وبعد،

في عصر السرعة والتكنولوجيا اللي إحنا عايشين فيه.. الجوابات المكتوبة بخط الإيد بقت حاجة نادرة جدا.. وكتير مننا ماكتبوش جواب شخصي بإيديهم بقالهم سنين.. وده مش غريب في وقت بقينا فيه معتمدين بشكل كبير على الرسايل الإلكترونية والإيميلات اللي بتتبعت في ثواني.. يعني مين دلوقتي لسه عنده طاقة ووقت إنه يقعد يكتب بخط إيده.. ويراجع الإملاء.. ويختار الورق اللي هيكتب فيه.. ويجيب ظرف يحط فيه الجواب.. مين أصلا لسه بيستخدم البوسطة ومكتب البريد عشان يبعت جواب أو رسالة لحد؟.. لكن رغم كل ده لسه فيه سحر خاص للجوابات المكتوبة بخط الإيد.. ولسه بنحبها وبنقدرها وبنتبسط بيها.. ولسه إحساس إنك تكتب جواب لحد بخط إيدك أو تستلم رسالة بخط إيد حد ليها قيمة كبيرة أوي عندك وعنده.

طب ليه لو اتبعتتلك رسالة على واتساب أو ماسنجر أو إنستجرام.. ونفس الرسالة بنفس محتواها اتبعتتلك بس في هيئة جواب مكتوب بخط الإيد.. هتتبسط وهتقدر التانية أكتر؟

مجهود ووقت وتقدير

الكتابة بخط الإيد بقت حاجة نادرة ومحدش بيعمل كده كتير أو محدش بيعمله أصلا.. وده بيخليها بشكل تلقائي قيمتها أكبر بكتير.. لأن ببساطة الرسايل الإلكترونية أو الإيميلات مفيهاش تكلفة خالص.. انت بتكتب رسالة على الكيبورد وبضغطة زرار بتتبعت للشخص في نفس الثانية.. إنما الرسالة المكتوبة بخط الإيد بتبين قد إيه الشخص اللي بعتلك الرسالة مهتم ومقدر عشان خد من وقته وطاقته وتفكيره عشان يكتبلك الرسالة دي.. المجهود اللي بتحطه في اختيار كلماتك.. وانك تظبط الحروف.. وتحاول تكتب بخط حلو حتى لو خطك وحش.. وتشخبط عالكلمة لو كتبتها غلط.. كل ده بيظهر اهتمام وحب وتقدير.. فالجوابات دي بتتحول من فكرة إنها مجرد وسيلة توصيل مشاعر وبتتحول لهدية صغيرة في شكل رسالة.. بتبين للشخص اللي بيستلمها إنه يستاهل الوقت والمجهود اللي اتبذل في الرسالة دي.

لمسة شخصية مختلفة

من أكتر الحاجات اللي بتميز الجوابات المكتوبة بخط الإيد هي إنها بتعكس شخصيتك بشكل ماتقدرش أي رسالة رقمية تعمله.. كل واحد خط إيده مختلف.. وطريقة كتابته مختلفة.. وحتى أسلوبه في الكتابة بالقلم.. ولحد نوع الورق اللي بيستخدمه.. في اللي خطه حلو واللي خطه نص نص واللي خطه مايتقريش.. فيه اللي بيكتب بشكل منظم ومترتب وفيه اللي كتابته عشوائية.. الأكيد إن الجواب المكتوب مابيبقاش مجرد كلمات.. ده بيبقى جزء من شخصية اللي كتبه.. لدرجة إنك ممكن تبقى بتقرأ وتسمع الرسالة بصوت اللي كتبها.. والرسالة مش بنقراها بس لكن بنحس بيها كمان.. انت حاسس بكل كلمة بتقرأها.

رابط عاطفي قوي 

الرسايل المكتوبة بخط الإيد بتفكرنا وبتلمس معانا في حاجات عاطفية أكتر بكتير من مجرد رسالة على واتساب أو ماسنجر.. لما بتمسك جواب مكتوب بخط الإيد انت كأنك ماسك ذكرى مادية ملموسة.. الرسالة دي ممكن تفضل معاك لسنين.. وشايلة جواها مشاعر حقيقية وذكريات بينك وبين اللي بعتلك الرسالة.. أو بينك وبين اللي بعتله الرسالة.. والتجربة دي ككل مش بتفكرك بالشخص بس دي كمان بترجعك كل مرة لنفس الإحساس اللي حسيته أول مرة وانت بتقرأ الرسالة وبتعيش معاها اللحظة اللي خدت فيها الجواب وقرأته.. وغالبا كل ما يعدي وقت عالرسالة كل ما إحساسها بيختلف.. بس الأكيد إن فيه شعور قوي هتحسه.. سواء الشخص اللي انت بعتله الرسالة أو بعتهالك لسه موجود في حياتك أو مبقاش موجود خلاص.

فاصل من زحمة وسرعة الدنيا 

الكتابة بخط الإيد بتخلينا ناخد وقت مع نفسنا كده.. نجيب ورقة وقلم.. ونقعد ونكتب ونفكر أكتر في كلامنا اللي هنكتبه.. على عكس الرسايل الرقمية اللي بنكتبها بسرعة ومن غير تفكير كتير.. أو من غير تفكير خالص حتى.. الجواب المكتوب بيخليك تفكر في كل كلمة هتقولها.. وهيبقى وقعها إيه على الشخص اللي هتبعتله الرسالة.. وعايز توصله إيه بالظبط.. وإيه المشاعر اللي عايزه يحس بيها.. والكتابة بتخلينا نركز في اللحظة اللي احنا فيها دلوقتي.. بنبعد عن الموبايل والإنترنت شوية.. ونعيش اللحظة دي.. كأنك بتهرب من سرعة الحياة وزحمتها وبتاخد شوية وقت عشان توصل مشاعرك وأحاسيسك لشخص تاني.. سواء حب أو عتاب أو توثيق أو فضفضة أو حكاية.. 

الجوابات بتعيش

الرسايل الإلكترونية أو الرقمية ممكن تضيع وسط زحمة الإيميلات أو الرسايل.. شوف انت بتبعت لكام حد كام رسالة كل يوم على السوشيال ميديا وكام حد بيبعتلك رسايل برضه.. سواء في الشغل أو في الحياة الشخصية.. لكن الجوابات المكتوبة بخط الإيد بتفضل عايشة وموجودة وملموسة.. تقدر تمسكها في أي وقت.. تحتفظ بيها.. وتفتحها في أي وقت تحب تسترجع فيه الذكريات والمشاعر والأحاسيس المرتبطة بيها.. الجوابات أو الرسايل دي بتبقى زي صندوق صغير من الذكريات.. كأنك بتمسك ورقة ترجعك كام سنة لورا وتحس بكل كلمة مكتوبة.. ودي حاجة صعب أوي نلاقيها في التواصل الإلكتروني.

التجربة ككل مختلفة

كلنا بنحب نستلم جواب مكتوب بخط الإيد.. الموضوع فيه نوع من السحر إنك تمسك ورقة مكتوبة بإيد حد بتحبه.. أو انك تكتب بإيدك لحد عزيز عليك.. لكن مع تطور وزحمة السوشيال ميديا بقينا نبعت جوابات أقل بكتير من زمان.. أو مابنبعتش خالص.. الأكيد إن الرسايل الإلكترونية أسرع وأسهل.. لكن الجواب المكتوب بيفضل هدية ليها قيمتها الخاصة.. من الآخر انت لما تكتب جواب بإيدك.. انت مش بس بتبعت رسالة.. انت كأنك بتبعت جزء منك.. جزء من مشاعرك وحبك وتقديرك للشخص اللي بتحبه.

وفي النهاية.. رغم إن التكنولوجيا سهلت علينا التواصل بشكل كبير.. الرسايل المكتوبة بخط الإيد بتفضل حاجة مميزة.. مش بس عشان المجهود والوقت والتفكير.. بس عشان بيبقى فيها من شخصية اللي كاتبها.. كل كلمة بتبقى مقصودة ومليانة مشاعر ومختلفة عن الرسايل الرقمية اللي بقت جزء من حياتنا اليومية.. والجواب المكتوب مايعتبرش مجرد وسيلة للتواصل.. ده بيبقى ذكرى وهدية ملموسة بنحتفظ بيها.. وبتفضل دايما حاجة بتربطنا بشكل قوي وعميق بالناس اللي بنحبهم.. لأنك ببساطة لو مابتحبهمش مش هتكتبلهم جواب.

خالص احترامنا وتقديرنا، 

                                            ومع أطيب التمنيات!

Related Articles

Back to top button