ليه دايمًا بنتوقع الأسوأ

لما حد بيشكر فينا غالبًا مابنصدقوش وبنحس إنه بيقول كلام وخلاص مش حقيقي وحتى مش بندي وقت لنفسنا نفرح فيه بالكلام الحلو اللي اتقالنا.. على عكس الطاقة اللي بنستنزفها من تفكيرنا ووقتنا في التفكير لما حد بيقولنا تعليق سلبي وبنلاقي نفسنا بنصدق بسرعة إننا أشخاص سيئة.. عشان كده هنقولك في الموضوع ده سبب توقعنا الأسوأ وإزاي الانطباعات الأولى السيئة بتأثر علينا في حياتنا ونظرتنا للأمور وبنفضل فاكرينها على طول وفقا لموقع verywellmind وموقع healthline


الحالة دي اسمها The negativity bias أو بالعربي الإنحياز السلبي.. ومعناها إننا كبشر بنميل لإننا نفتكر التجارب المؤلمة اللي عدت علينا والكلام الوحش أكتر من كلمات الشكر والثناء.. وده بيخلينا نستجيب للأحداث والتوقعات السلبية ونتفاعل معاها أكتر من الإيجابية

يعني مثلا في يومك العادي في الشغل أو في الجامعة.. ممكن تلاقي يومك عدى وحصل فيه حاجات حلوة كتيرة لكن في حد قالك انتقاد ضايقك.. فبتلاقي نفسك تلقائيا بتفكر في التعليق ده.. ويومك اتقفل ولما حد يسألك يومك كان عامل إزاي بتلاقي نفسك بتقول كان وحش!


والأبحاث بتقول ده بيحصل لإن البشر بيميلوا أكتر إنهم يركزوا على الحاجات السلبية وهم بيحاولوا يكتشفوا الحياة.. وإن التحيز السلبي أو توقع الأسوأ بيديهم دافع إنهم يكملوا الحاجة خوفا من إنها تروح عليهم أو تضيع منهم.. فبدل ما يفكروا إيه الحاجة اللي هيكسبوها من سعيهم في اتجاه معين بيفكروا في إيه الحاجة اللي هتضيع عليهم لو ماكملوش في السعي.

طيب وإيه بقى اللي بيخلينا نتوقع الأسوأ؟


جايز توقع الأسوأ جاي من بداية البشرية زمان لما كان بيحصلها تهديدات خطيرة مرتبطة بالطبيعة والحياة البدائية.. والناس اللي كانوا بيحاولوا يحاربوا الأخطار دي ويشوفولها حلول كانوا أكتر ناس بتعيش فترات طويلة 

ومع التطور جايز بقينا بنركز على السلبيات لإن دي الوسيلة اللي اتعودنا بيها نحافظ
على أمننا بإننا نكون مستعدين دايمًا لأي حاجة عشان غريزة البقاء اللي ورثناها من أجدادنا.

والتحيز السلبي بيبدأ في الظهور في مرحلة الطفولة وعلى الرغم من إن الأطفال بيهتموا بتعبيرات الوش الإيجابية ونبرة الصوت لكن دراسات الدماغ بتقول إنهم بيستجيبوا أكتر للمحفزات السلبية والانحياز السلبي وبيظهر  ده في النص الأخير من السنة الأولى من عمرهم..
وفي دراسات تانية بتقول أن الرضع اللي عمرهم ماتجاوزش الـ 3 شهور ساعات بيظهر عليهم علامات التحيز السلبي.

والدراسات والأدلة العلمية العصبية بتقول إن استجابة الدماغ للمحفزات السلبية أكبر من المحفزات الإيجابية.. وفي الدراسات اللي أجراها عالم النفس “جون كاسيوبو”  وعرض فيها على المشاركين صور إيجابية أو سلبية أو محايدة.. لاحظ إن النشاط الكهربائي في الدماغ كان أكبر على الصور السلبية.


بس للأسف على قد ما توقع الأسوأ بيحمينا من حاجات وبيشجعنا ننجز لكنه بيأذينا أكتر في حياتنا وفي علاقاتنا لإنه بيخلينا دايما خايفين ومش مبسوطين وحاسين إن كل حاجة ممكن تروح في لحظة وده بيضيع علينا فرصة الانبساط باللحظة اللي احنا فيها.. وكمان ممكن يخلينا نعمل اختيارات غلط في حياتنا بسبب توقعاتنا فتفوت علينا فرص احسن بكتير ويبقى صعب نشوف نظرة إيجابية للحياة.

ودي شوية نصايح وفقا لموقع Healthline وموقع verywellmind هتساعدك تتغلب على التحيز السلبي:

-حاول تركز على الحاجات الإيجابية:
حاول تمرن نفسك إنك توقفها كل ماتفكر في حاجة سلبية وتبدأ تفكر بمنطقية أكتر وتبص للموضوع من زوايا مختلفة.. حاول كمان تشتت نفسك لما تفكر في حاجة سلبية.. وحاول تعرف عن التفكير السلبي وإزاي تسيطر عليه .

-ماتقولش لنفسك كلمة “المفروض”:
لما بتقول لنفسك المفروض اعمل كذا وإلا هيحصلي حاجة وحشة ده بيخليك حاسس بالذنب لما تعمل حاجة مختلفة وحاسس إنك مقصر وهيدخلك في دوامة من الأفكار السلبية والتوقعات الأسوأ.

-ماتتكلمش وحش عن نفسك:
بدل ماتقعد تجلد ذاتك على كل حاجة قديمة عملتها وتفتكر عيوبك.. فكر إزاي تطور نفسك في المستقبل وتبقى شخص أفضل

-حاول تعمل أنشطة تخليك ماتفكرش في حاجة سلبية:
زي إنك تشوف أفلام فيها قصص إيجابية أو تشوف قصص ملهمة لناس نجحت أو أي حاجة تخليك هادي زي إنك تتمشى او تسمع مزيكا هادية..

وماتنساش إن كل حاجة بتاخد وقت وزي مابنيت النظرة السلبية دي في سنين أكيد هتحتاج منك وقت كبير عشان تتخلص منها.. فخد وقتك في تغيير نظرتك وأوعى تتوقع إنك مش هاتقدر تغيرها.. وتفائل كده ها..

Related Articles

Back to top button