ليه “فينسنت كومباني” عايز الكونغو تكسب كأس الأمم ؟

قبل انطلاق واحدة من نسخ كأس أمم إفريقيا الأخيرة في لقاء صحفي بسيط اتسأل فينسنت كومباني – مدرب بايرن ميونخ حاليًا – عن ترشيحه للمنتخب اللي ممكن يفوز بالبطولة.. وأغلب اللي قاعدين كانوا متوقعين يسمعوا اسم تقيل زي مصر أو السنغال أو نيجيريا أو المغرب لكن كومباني فاجأ الكل وقال بكل هدوء: «الكونغو»

الجملة نزلت على القاعة زي الصدمة الصحفيين استغربوا والجمهور حس إن الكلام غريب شوية بس الحقيقة إن الترشيح ده مكانش هزار ولا مجاملة.. ده وراه حكاية كبيرة.. حكاية حياة وجذور وعيلة بتشرح جزء مهم جدًا من شخصية فينسنت كومباني.. اللاعب السابق والمدرب الحالي.

كومباني.. كونغولي بلجيكي 

فينسنت كومباني اتولد في بروكسل سنة 1986 لكنه اتربى في بيت ليه جذور عميقة جدًا في جمهورية الكونغو الديمقراطية ووالده بيير كومباني كان ناشط سياسي معروف ضد نظام موبوتو سيسي سيكو وده خلاه يتعرض لضغوط كبيرة اضطرته يسيب بلده ويهرب لبلجيكا طالب لجوء سياسي.

السنين دي.. سنين الغربة والنضال لعبت دور كبير في تشكيل شخصية فينسنت واتربى وهو شايف والده بيواجه صعوبات اجتماعية وسياسية وبيحاول يثبت نفسه في مجتمع جديد والتجربة دي زرعت جواه من بدري معاني الصبر والالتزام والعمل الجاد وإن مفيش حاجة بتيجي بسهولة.

الرحلة ما وقفتش عند الهجرة ده بعد سنين طويلة من الكفاح حقق بيير كومباني إنجاز تاريخي سنة 2018 لما انتخب كأول عمدة أسود في تاريخ بلجيكا لمنطقة Ganshoren في بروكسل والحدث ده كان علامة فارقة ومش بس في السياسة البلجيكية لكن كمان في حياة فينسنت.

وبالنسبة لابنه الإنجاز ده مكانش مجرد فخر بابوه لكنه درس حي في القيادة وتحمل المسؤولية.. حاجات كتير من اللي الناس شايفاها النهارده في شخصية كومباني كمدرب – الهدوء والحزم واحترام اللاعبين والإيمان بالجماعة – طالعة من البيت قبل ما تكون من الملاعب.

اختار “الشياطين الحمر”

ورغم إنه لعب ومثّل بلجيكا ولبس شارة القيادة لكن عمر كومباني ما نسي جذوره الكونغولية في أكتر من تصريح، قال جملة معبرة جدًا: «أنا 100% بلجيكي و100% كونغولي».

ارتباطه بالكونغو مش مجرد كلام خصوصًا بشرق البلاد مناطق زي بوكاڤو وإقليم كيفو اللي بتعاني من صراعات إنسانية مستمرة وكومباني دايمًا كان حريص يدعم القضايا الإنسانية هناك وشارك في مبادرات خيرية لدعم الشباب والفئات المهمشة وحاول يستخدم اسمه وشهرته علشان يسلط الضوء على معاناة الناس دي.

والخلفية العائلية والاجتماعية دي هي اللي خلت كومباني مدرب مختلف ومش بس واحد فاهم تكتيك وخطط لكن كمان شخص حساس لمشاعر لاعبيه وقريب منهم ومؤمن إن كرة القدم أكبر من مجرد 90 دقيقة وعارف يعني إيه ضغط ويعني إيه غربة ويعني إيه تحارب علشان تثبت نفسك.

عشان كده.. لما قال كلمة واحدة: «الكونغو» ماكنش بيتكلم عن توقع كروي عادي لا ده كان بيبعث رسالة عن الانتماء والهوية والأمل وإن البلد اللي عاش أبوه ظروف صعبة بسببها تستاهل لحظة فرح وتاريخ جديد.

حتى ارتباطه بالكرة الكونغولية مكنش مجرد مشاعر وتقارير صحفية قبل كده كشفت إنه اثناء تدريبه لأندرلخت البلجيكي كان قريب من التعاقد مع ثنائي نادي مازيمبي الكونغولي: ميشاك إيليا وأرسين زولا وده بيبين اهتمامه الحقيقي بالمواهب هناك.

فينسنت كومباني النهارده مش بس مدرب ناجح واقف على دكة بايرن ميونخ واحد من أكبر أندية العالم لكن هو نموذج حي إن الجذور والتاريخ الشخصي والتجارب الصعبة ممكن تصنع إنسان قبل ما تصنع نجم وعشان كده ترشيحه للكونغو مكانش غريب ده كان حكاية كاملة اتقالت في واحدة “الكونغو”.

Related Articles

Back to top button