ليه فيه ناس كتير مابتحبش شكلها في الصور؟
كلنا تقريبًا بيعدي علينا الموقف ده.. بتبقى مجهز نفسك.. لابس أشيك حاجة عندك.. مظبط شعرك وشكلك.. وتبص على نفسك في المراية قبل ما تنزل ومبسوط بشكلك في المرايا.. وتخرج مع صحابك وأول ما تيجوا تتصوروا وتبص على الصورة اللي صحابك صوروهالك.. بتتفاجئ… “إيه ده! مين ده؟ وشكلي عامل كده ليه؟ لأ الصورة مش عجباني يا جماعة.. صوروني تاني!”.. ومهما تتصور شكلك برضه مش عاجبك في الصور.. وفجأة كل العيوب اللي انت مش مركز معاها بتظهر.. وحاجات في العادي مبتاخدش بالك منها في شكلك بس دلوقتي خدت بالك منها.. ليه بقى ده بيحصل؟ العيب فينا ولا في الكاميرا ولا في المرايا ولا في إيه بالظبط؟
1- الكاميرا VS المراية
حسب موقع Independent فكرة إن الشخص بيتقفل من شكله في الصور ده بيرجع لظاهرة نفسية اسمها “تأثير التعرض المحض” (mere-exposure effect).. واللي بتخلينا نفضّل الحاجات اللي بنشوفها بشكل متكرر وعلطول.. الدكتور مات جونسون، عالم الأعصاب وأستاذ علم نفس في “كلية هولت الدولية للأعمال”، بيشرح ده وبيقول: “إحنا أغلب الوقت بنشوف انعكاسنا في المرايا أكتر من الصور، وده بيخلينا نرتاح للانعكاس ده أكتر”.
يعني لو كل يوم بتبص على نفسك في مراية البيت قبل ما تنزل.. طبيعي إنك تتعود على الصورة دي بالذات لشكلك.. عشان انت بتشوف شكلك في نفس المراية، بنفس الإضاءة، ومن نفس الزاوية، وده اللي بيثبت الصورة في دماغنا.. لكن لما الكاميرا بتاخد صورة في لحظة أو من زاوية مختلفة عن اللي متعودين عليها.. بيحصل زي شعور بالانفصال أو الاختلاف أو النفور بين الصورة اللي دماغك متوقعة تشوفها والصورة اللي طلعت قدامك من الكاميرا.
حاجة كمان إن صورتنا في المرايا اللي إحنا متعودين عليها هي في الحقيقة صورة معكوسة.. يعني ده شكلك بالعكس.. مش الشكل الحقيقي زي ما الناس بتشوفك.. الكاميرا بقى بتصورك زي ما الناس بتشوفك.. فهم بيبقوا شايفينك حلو في الصورة أو نفس الشكل اللي هم متعودين عليه.. لكن إنت هتبقى شايفها صورة وحشة وشكلك مش هيبقى عاجبك.
حاجة تالتة إنك دايمًا بتتحكم في الزاوية اللي بتشوف نفسك منها في المرايا.. يعني هتفضل تاخد Poses كده لحد ما تحس إن “آه تمام شكلي كويس”.. الكاميرا بقى بتلقطك زي ما انت.. بكل العفوية اللي ممكن إنت تبقى شايفها مش في صالحك.
-
الزوايا والإضاءة.. أعدائنا في التصوير
الصورة دايمًا بتتأثر بالزاوية اللي اتصورت منها.. والإضاءة اللي كانت موجودة وقتها.. زاوية غلط أو إضاءة مش مناسبة كفيلة إنها تخلي أي حد يحس إن شكله مش حلو، حتى لو في الحقيقة هو أحلى من كده.
ومش فارقة بقا أندرويد من آيفون من كاميرا ديجيتال.. لو الزاوية وحشة والإضاءة وحشة.. هتحس إن شكلك غريب أو مش عاجبك.. لأن الزاوية من فوق ولا من تحت وعلى نفس مستوى الشخص بتفرق.. والإضاءة من قدامه ولا نازلة من فوق عليه.. كل ده ممكن يغير الملامح بشكل كبير جدا.. واللي بيخلي الموضوع أصعب إن الصور بتكون لحظة ثابتة.. مش حركة طبيعية زي مثلا لو اتصورت فيديو.. يعني انت ممكن تحب شكلك في فيديو عادي بس مش صورة.. عشان الفيديو بياخد كذا ريآكشن ليك وبتتحرك وبتتكلم وبتضحك.. بس الصورة لقطة واحدة وخلاص ويا طلعت حلوة يا مش حلوة.
-
توقعاتنا العالية عن شكلنا ونفسنا
معظمنا بيبقى عنده توقعات مثالية عن شكله. يمكن دماغنا بتخلينا نحس إننا أجمل شوية من الحقيقة (وده عادي وطبيعي).. المشكلة إن الكاميرا بقى بتوريك الحقيقة زي ما هي.. وده بيعمل صدمة بسيطة لأن الصورة اللي انت شايفها قدامك دلوقتي مش ماشية مع “النسخة المثالية” اللي جوا دماغك..
يعني باختصار ممكن نكون شايفين نفسنا أحلى من الحقيقة.. فلما الصور تجيب الحقيقة بقى بنحس إنها مش عاجبانا ومش شبهنا.
-
التركيز على العيوب
لما تبص على صورة ليك.. أول حاجة عينك بتروح عليها هي أي حاجة مش مريحة ليك: شكل المناخير.. حباية في الوش.. شكل الضحكة.. حتى لو خصلة شعر مش في مكانها أو الهوا مطيرها.. إحنا بنركز على التفاصيل الصغيرة اللي ممكن تضايقنا دي وبننسى إن الصورة هي انعكاس لشكلك كله.. والصورة حلوة عادي.. ومحدش هياخد باله من كل الحاجات دي.. انت بس اللي هتاخد بالك منها
ودي يودينا لسلوك معروف اسمه “محط الأنظار أو الانتباه”.. ده الإحساس اللي ناس كتير مننا بتحس إن الناس بتركز في شكلنا زي ما إحنا بنعمل بالظبط.. انت عارف نفسك.. فمركز معاها.. فالصور مش عاجباك.. الناس بقى مش عارفاك زي ما انت عارف نفسك.. مش مركزين معاك.. شكلك في الصور هو الشكل اللي هم بيشوفوه.. فصورك بالنسبالهم حلوة وتمام.. والحقيقة إن إحنا بنركز على عيوبنا أكتر بكتير من أي حد تاني وكل واحد مركز في عيوب شكله هو.. يعني ببساطة لو انت وشلتك اتصورتوا سوا.. محدش هيقعد يفكر إذا كان مناخيرك شكلها كبير في الصورة ولا فيه حباية في وشك ولا ضحكتك حلوة ولا لأ.. كل واحد منهم هيبقى عايز يعمل Zoom In على شكله هو.. ويشوف حلو ولا لأ.. فكل شخص مركز مع نفسه في الصورة ومحدش مركز مع التاني.
-
المقارنة مع صور الناس
مش هنكدب على بعض.. السوشيال ميديا بتخلينا نشوف صور ناس تانية ونحس إن شكلهم أحلى بكتير.. بس في الحقيقة أغلبنا بيختار أحسن صورة من صور كتير.. وفيه ناس بتعمل Edit لصورهم وبيحطوا فلاتر ويظبطوا الإضاءة وليلة كبيرة.. إحنا ممكن نشوف إن صورهم حلوة وجميلة وأحلى من صورنا.. بس بننسى إنهم برضه ممكن يكونوا مش راضيين عن نفسهم وصورهم مش عاجباهم.
الإنسان عامة عنده ميل إنه يشوف حلاوة غيره ويركز على عيوبه.. وكمان نظرتنا لجمالنا الشخصية وجمال الناس اللي نعرفهم كويس بتتأثر بمشاعرنا وتحيزاتنا.. ومابتبقاش موضوعية.. وبالتالي مشاعرنا تجاه نفسنا والناس بتأثر على الشكل اللي بنشوف نفسنا بيه أو بنشوف الناس بيه.. يعني ببساطة انت لو متصالح مع نفسك وشكلك وبتحبهم.. فالصور هتبقى عادية بالنسبالك وهتشوف نفسك حلو فيها.. أما الناس اللي انت بتحبهم بتبقى شايف إن صورهم حلوة ومستغرب هم ليه شايفين شكلهم مش حلو.. وده عشان لما بنبص على صور أصحابنا حتى لو الصورة متاخدة من زاوية مش أحسن حاجة أو الإضاءة مش حلوة.. إحنا بنشوف الشخص اللي بنحبه.. مابنركزش في الصورة على أي عيوب لأننا بنشوفهم كأشخاص متكاملين.. يعني بنشوف صفاتهم وشخصياتهم وسلوكهم، مش بس شكلهم الخارجي.. وده يفسر المقولة اللي بعض الناس بتقولها إنهم “لما بطلوا يحبوا شخص ما شكله اتغير وبقى وحش في نظرهم”.. عيون المحب مابتشوفش عيوب في الصور.
طب نعمل إيه بقى عشان نتقبل صورنا؟
1- شوف صورك كتير: كل ما تتفرج على صورك أكتر، كل ما تتعود على شكلك في الصور زي ما تعودت على شكلك في المراية
2- ممكن تتعلم الزوايا والإضاءة والـ Poses المناسبة ليك: مش عيب إنك تعرف الزوايا اللي بتبين أحسن ملامحك.
3- افتكر إن الصورة هي مجرد لحظة: الكاميرا بتاخد لقطة من ثانية واحدة، مش كل الحركة الطبيعية والجمال بتاعك في الحقيقة أو اللي الناس بتلاحظه وبتشوفه فيك.
4- حاول تحب نفسك زي ما انت: حاول تركز على اللي جواك.. لأن جمالك الحقيقي في شخصيتك وروحك.. مش في زاوية صورة بتعدي على الناس في ثانية.