“ماكولي بون”.. من مدرجات الهواة لمواجهة كبار إفريقيا

وسط زحمة النجوم وبريق الأسماء الكبيرة تحديدًا في مباراة مصر وزيمبابوي بكأس أمم إفريقيا 2025 التركيز كله راح ناحية محمد صلاح وهدفه القاتل وبداية مشوار الفراعنة في البطولة القارية لكن بعيد عن الكاميرات شوية كانت فيه حكاية تانية بتتكتب بهدوء حكاية لاعب نزل الملعب وهو شايل حلم عمره على كتافه

لاعب جاي من الدرجة التامنة في إنجلترا من ملاعب بيدخلها مئات قليلة من الجمهور ولقى نفسه فجأة واقف قدّام أفضل لاعب إفريقي.. اللاعب هو ماكولي بون وقصته واحدة من القصص الإنسانية اللي بتميز كأس الأمم الإفريقية

جذور إفريقية وتربية إنجليزية

ماكولي مايلز بون اتولد يوم 26 أكتوبر 1995 في مدينة إيبسويتش بإنجلترا لأبوين من زيمبابوي واتربى كرويًا جوه المنظومة الإنجليزية من وهو طفل بدأ في أكاديمية إيبسويتش تاون وبعدها مر بمحطات قصيرة في نوريتش سيتي وكولتشستر يونايتد

ورغم إنه إنجليزي المولد والنشأة إلا إن قراره بتمثيل زيمبابوي كان نابع من إحساس بالانتماء أكتر منه حسابات كروية منتخب مش دايمًا حاضر ومش صاحب بطولات بس هوية وجذور ما قدرش يتجاهلها

مسيرة طالعة.. نازلة

بون دخل عالم الاحتراف بدري ولعب مع أندية معروفة نسبيًا زي تشارلتون كوينز بارك رينجرز وإيبسويتش تاون ووصل  لمستوى التشامبيونشيب لكن زي لاعيبة كتير الاستمرارية كانت المشكلة

إصابات.. تغييرات مدربين.. اختيارات فنية مش دايمًا في صالحه ومع الوقت المنحنى بدأ ينزل خطوة خطوة لحد ما في 2024 لقى نفسه بيلعب مع نادي Maldon and Tiptree في الدرجة التامنة بإنجلترا قدّام جمهور محدود جدًا

وفي مباراة اتلعبت يوم 29 نوفمبر حضرها 152 متفرج بس رقم بسيط لكنه بيعكس حجم التحول اللي حصل في مسيرته

10 سنين بعيد

على المستوى الدولي الحكاية كانت أصعب بكتير ماكولي بون لعب أول مرة مع منتخب زيمبابوي سنة 2014 وسجل هدف  وبعدها اختفى من الحسابات تقريبًا عشر سنين كاملة

مشاكل أوراق. عدم استدعاء.. مدربين مش مقتنعين وكل مرة الحلم يتأجل هو نفسه اعترف في تصريحات لبي بي سي إنه فقد الأمل أكتر من مرة وإن استدعاءه لكأس الأمم في المغرب كان لحظة انفجار مشاعر حقيقية بعد كان لعب خمس مباريات دولية بس خلال 11 سنة

لحظة ماكنتش في الحسبان 

كأس أمم إفريقيا 2025 في المغرب كانت نقطة تحول بدخوله قائمة زيمبابوي ومشاركته في مباراة  مصر على ملعب أدرار في أغادير

من لاعب درجة تامنة لمواجهة محمد صلاح وعمر مرموش في بطولة قارية رسمية مشهد كان صعب يتخيّله قبلها بسنة واحدة

“بون” قال قبل اللقاء إن كل الناس كانت بتسأله هل هتواجه صلاح هل هتلعب ضد مرموش لكنه كان شايف الموضوع بشكل مختلف بالنسبة له دي مش رحلة  دي فرصة عمر

وأكد كمان إنه بعيد عن عيلته في عيد الميلاد عن زوجته وأولاده وده خلّى البطولة عنده مسألة جد مش مجرد مشاركة

مكسب كبير 

مدرب زيمبابوي ماريو مارينيكا دفع بماكولي بون مع بداية الشوط التاني والفريق كان متقدم وقتها  قبل ما صلاح بسجل هدف الفوز في الوقت القاتل

الخسارة اتحسبت على زيمبابوي لكن بالنسبة لبون هو خرج كسبان تجربة عمر  ولحظة هتفضل محفورة في ذاكرته مهما حصل

عطش للنجاح

قبل البطولة لخص ماكولي بون رحلته في جملة بسيطة لكنها معبّرة جدًا لما قال: مش سبع سنين غضب.. سبع سنين عطش للنجاح

هو نفسه قال إن حلمه كان يلعب بطولة كبيرة بأي طريقة بأي طريق الفرص ضاعت قبل كده أمم إفريقيا راحت وكأس عالم راح لكن الفرصة جات وهو بعيد عن الأضواء تمامًا

وعشان كده قصة ماكولي بون بتأكد إن كأس أمم إفريقيا مش بطولة نجوم وبس لكنها مساحة مفتوحة لحكايات استثنائية لاعيبة جايين من الهامش من درجات مغمورة لابسين تيشيرت بلادهم وبيواجهوا أفضل لاعيبة القارة

يمكن “بون” مش هيبقى نجم البطولة ويمكن يرجع بعد الكان لملاعب الهواة تاني لكن اللي حصل اتحفر في التاريخ لاعب من الدرجة التامنة وقف قدّام محمد صلاح وده لوحده كفاية يخلي القصة تعيش وتتحكي سنين طويلة.

Related Articles

Back to top button