معاناة أهالي الشهداء في التعرف على جثث شهدائهم في غزة

كتبت- ندى خالد

من بداية الإبادة في غزة وكل يوم بنسمع عن معاناة جديدة بيعاني منها أهل غزة حتى في أبسط حقوقهم الإنسانية.. زي معاناتهم مع الأكل والشرب ومعاناتهم في عدم وجود أي مصدر للأمان.. حتى مخيمات النزوح بيتم قصفها.. ده غير معاناة المرضى في الحصول على أبسط حقوقهم من العلاج.. فتخيل مع كم المعاناة دي وكمان الاحتلال بيسلب منهم أبسط حقوقهم في توديع شخص عزيز بعد مايستشهد.. مش عشان الاحتلال بيدمرهم فجأة هم وأهلهم اللي بيستشهدوا قدام عينهم.. لا عشان كمان بيخليهم مش قادرين حتى يتعرفوا على جثثهم..

في غزة دلوقتي الشخص الأقل تعاسة هو اللي بيقدر يوصل لجثث أهله وأصحابه ويتعرف عليهم لأن على الأقل بيقدر يدفنهم ويعرف مكانهم حتى لو بقوا مجرد أشلاء!


والشخص الأكثر تعاسة في غزة.. لو كان أهله من الأسرى أو من المختطفين وبعد فترة لما الاحتلال ينسحب من مكان هيلاقي جثث مش قادر يعرف أهله من ضمنهم  ولالا ..
وبيبقى أبسط حاجة ممكن تساعده يتعرف عليهم بيها مشوهة زي بقايا لبسهم أو ملامحهم..

وبقى الطريق الوحيد اللي بتتعرف عليه الأسر على الشهداء من خلال صورهم على الموبايل ومقارنة شكل أسنانهم بشكل الجماجم الموجودة اللي بيلاقوها مثلا.



أو بيتعرفوا عليهم من خلال متعلقاتهم الشخصية زي خاتم أو مفتاح عربية أو سلسلة.. وده جزء من شهادات الأهالي في غزة


وما بين معاناة صعوبة التعرف على جثث الشهداء.. فيه معاناة تانية وهي الجثث مجهولة الهوية اللي تم دفنها وماحدش قدر يتعرف عليها بس حاولوا يكتبوا عليها تفاصيل بسيطة يمكن تساعد في معرفتهم..

(ناصح وطويل ولابس ترنق توتي على كحلي)

(الشهيد مجهول جاكت أسود)


وبعد مرور 8 شهور على الإبادة الجماعية في غزة.. مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية قال إن في أكتر من 10 آلاف شخص لسه مفقودين تحت الأنقاض.. ده غير المقابر الجماعية اللي بيتم اكتشافها في أي مكان بيمشي منه الاحتلال ومش كل الجثث بتكون ليها حظ إن يتم تحديد هويتها.

Related Articles

Back to top button