هو عادي تبقى عادي؟!

ليا واحد صاحبي كل ما نقعد على القهوة يفضل يحكيلنا حكايات فظيعة عن حاجات عملها تخلينا قاعدين مبهورين بيه.. كل يوم حكاية ولا أروع.. بس لما تركز معاه تلاقي إن الحكاية دي انت سمعتها من حد تاني قبل كده.. أو قريتها في بوست على فيسبوك.. حاولت اسأله هو ليه بيعمل كده.. بس بعدها قولت “ادينا بنتسلى” بس فضلت أقول ليه؟!
تأثير المجتمع وثقافة التميز
في العالم بصورته الحالية واللي تعتبر جديدة نسبيًا.. كل شخص لوحده وفي حاله.. والنجاة فردية وكل واحد سايق في طريقه.. وده بيخلي الناس غصب عنها تدور على التميز.. بأي طريقة
وده بيخلينا يا نحاول نوصل للكمال.. واللي تقريبًا محدش بيوصلها.. وبنفضل على طول شايفين إننا لازم نكون أجمد أو نتجه إننا نقول حاجات مش حقيقية… من أول حكايات مش حقيقية تخلي شكلنا جامد قدام الناس لحد مواهب مش موجودة أصلًا.. المجتمع طول الوقت ضاغط علينا إننا نكون حاجة مش عادية.. عشان بيوصل لينا إن مفيش مكان للعاديين.
والموضوع ده هتلاقيه من الطفولة موجود.. إن الطالب لازم يكون من الأوائل.. هو أه الاجتهاد مهم والشطارة مطلوبة.. بس لما بتتحول لضغط نفسي وعصبي على طفل وإنه لازم يكون من أشطر الناس عشان غير كده محدش هيبصله ومش هيوصل لحاجة ساعات كتير بتخلي الإنسان يستمد إحساسه بالوجود من شطارته أو موهبة.
هو إحنا مين؟
لو قولت لأي حد عرفني بنفسك.. هتلاقي أول حاجة بيقولها بعد اسمه شغلانته أو موهبته أو هو شاطر في إيه.. تعريفنا لنفسنا بقى باللي احنا بنقدر نقدمه.. وده بيعمل ضغط رهيب إنك لازم تكون بتعمل حاجة مميزة عشان تقدر تعرف نفسك للناس التانيين.
بس ليه ممكن الناس تقول غير الحقيقة؟
تقدير الذات: ساعات كتير من غير ما ناخد بالنا بنكدب عشان نحس بتقدير الذات.. ونبقى قدام نفسنا شكلنا أجمد.
تعزيز الذات: الإنسان دايمًا بيحاول يشوف نفسه بشكل أحسن من الحقيقة وعشان يحصل ده ساعات بيقوم بتزييف حقائق أو يقوم بكذب بسيط لتحسين صورته قدام نفسه وقدام الناس… زي مثلًا لما تيجي تقدم نفسك لحد وتعمل ده بشكل أكبر من الحقيقة.. وده ساعات بيحصل من غير ما تاخد بالك.
هو عادي؟
الحقيقة إن عادي إننا نكون عاديين.. مش عيب.. ومش لازم نكون مميزين في كل حاجة.. مش كلنا لازم نبقى فنانين ولا لاعيبة كورة ولا ناس محصلتش.. ولو دورنا هنلاقي نفسنا مميزين في حاجات تانية احنا بجد مميزين فيها.. أو زي ما أحمد مكي قال “ماتحاولش تبقى حد تاني غير نفسك”