سلسلة حكايات يومية عادية حكاية 9: الأميرة.. وأنا

أجواء نهاية السنة هي مود مناسب لاسترجاع الذكريات.. والمرة دي خبط على باب الذاكرة مشهد من الطفولة،


كان يوم زي الأيام دي آخر السنة.. وكان بداية الأسبوع وماما دخلت صحتني عشان توديني الحضانة.. ماما صحتني بالعافية عشان قبلها كنت سهران قدام التليفزيون مستمتع بالأجازة ومتمرد على النوم زي أي طفل،

 

وبعد معاناة صحيت.. لبست ونزلت.. وماشي موطي راسي من الزعل وفي نفس الوقت مش قادر أقاوم، ما أنا مانمتش بقى طول الليل،

 

قربت من باب الحضانة وماشي بنفس الأداء.. لحد ما بدأت اصحصح على صوت ضحكة.. ورفعت عيني وشوفت مشهد ماقدرش أنسى لمعة عيني ساعتها ولا فرحة قلبي.. عارف انت اللحظة اللي بتتمنى ماتخلصش!

 

على باب الحضانة.. بنت قصيرة بمريلة حمرا.. عاملة زعرورتين لشعر بني.. وملامح آية في الجمال.. وعينين برموش طويلة بتعاكسها الشمس فبتزود جمالها،

 

كأني بشوف أميرة من أميرات ديزني لأول مرة على الحقيقة.. إحساس أول مرة أحسه.. بعيد عن غريزة الكبار، لكن فرحته صعب تتوصف..

 

“زياااد زياااد انت سامعني! ركز معايا”

فوقت على صوت ماما وهي بتديني نصائح كل يوم وبتحذرني من مخاطر العالم ورا أسوار الحضانة وإني أخلص أكلي ومارجعش به وأدخل الحمام لو اتزنقت.. أكيد يا ماما حاضر

 

كل ده عيني مافرقتهاش وكأنها حلفتني ماشوفش غيرها..

 

خلصت هي كلامها مع باباها وانا خلصت كلامي مع ماما

 

ودخلت أجري ألحقها وبشوية فطنة مبكرة عرفت فصلها.. وماهدتش غير لما اتصاحبت على “تقى” وعلى غير العادة بقيت أحب أنام بدري وأروح الحضانة ومكافأتي إني أشوفها.. 

 

وبقى اللي بيسأل عن حد فينا يسأل على التاني كمان من شدة صحوبيتنا

نهزر سوا.. نلعب سوا.. حتى كنا بنحب نعمل تبادل ساندوتشات، 

ولو حد مننا غاب التاني يغيب.. ولو حد تعب التاني يفضل زعلان لحد مايرجع،

 

وتدور الأيام ونكبر.. وتخلص فترة الحضانة وأنا حولت لمدرسة تانية 

وفارقنا بعض واتقطعت أخبارها..

 

ومن ساعتها اتعلمت درس أكبر من سني.. اتعلمت إن أي حدوتة.. مهما كانت حلوة أو وحشة ولو فترتها طويلة أو قصيرة مصيرها تخلص.. والأيام بتعدي ومش بنكون غير مجرد آلة لعرض الذكريات.

 

Related Articles

Back to top button