“سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 40: “الفرق ما بيني وبين والدي مسألة السن

“الفرق ما بيني وبين والدي مسألة السن.. بيقولوا لما كان قدي كان زي الجن” ده مطلع أغنية “مسألة السن” لفرقة المصريين.
وأنا أصغر شويتين كنت بستغرب من كل حاجة بابايا بيعملها من أول أسلوبه لحد ريأكشاناته وطريقته.. والموضوع كان بسيط بالنسبالي.. أنا عمري ما هبقى كده.
تعدي سنين.. وفي يوم وأنا قاعد متعصب من حاجة في الشغل.. لقتني بعمل نفس الريأكشنات ونفس طريقة الكلام والنرفزة.. وبعد ما خلصت بصيت كده وقولت بيني وبين نفسي “الله هو مش ده اللي زمان كنت بتقول إنك عمرك ما هتعمله؟” ووقتها افتكر أغنية “مسألة السن” بس من زاوية تانية جديدة عليا.. الفرق بيني وبين والدي بجد هو السن.. احنا الاتنين بني آدمين عاديين بخبرات.. وعادي إننا نكون عندنا صفات مش حلوة ونغلط ونجرب.. فالأب في الآخر هو واحد بيجرب يبقى أب.. دي تجربة جديدة عليه يعني.. أما بقى الحاجة التانية اللي خدت بالي منها.. إن بجد الفرق هو السن.. وإني كل ما بكبر ببقى شبهه وبفهم ليه كان بيعمل حاجات معينة.. من أول ما يدخل البيت ويفضل قاعد ساكت ساعة.. لحد النرفزة اللي كانت بتطلع بسبب حاجات تانية غير اللي بيتنرفز عليها.. وإن لما بتبص على باباك من نظرة إنه إنسان قبل ما يبقى أب.. وده هتعرف تعمله لما تكبر.. هتلاقي نفسك بتديله أعذار وبتفهم الدنيا.. وأهي ماشية.