سلسلة حكايات يومية عادية.. حكاية 43: “تعرف الإنسان فيه كام لتر دم في جسمه؟”

عارفين الأيام اللي مابيكونش ليها ملامح دي.. بتصحى متأخر ومقريف فبتكون مستعجل وعشان إنت بقى مزنوق زنقة الكلاب فبتلاقي كل حاجة معاكساك اللبس اللي عايز تلبسه بيتغسل فجأة أو لازم يتكوي حالًا أو اختفى في ظروف غامضة.. القهوة تفور والكوكب كله يتآمر ضدك فجأة
هو بقى كان واحد من الأيام دي.. وزودها إني جالي مكالمة سمعت فيها كلمتين من مديري عشان التأخير.. فخلاص كده اليوم قفل.. نزلت وقفت تاكسي.. لقيت السواق رايق وبيسوق براحة زي الراجل اللي في فيلم “صعيدي في الجامعة الأمريكية”.. لأ ما هو مش بجد ماكنتش ناقصة خالص يا حاج.. ومشغل عبد الحليم وقاعد يغني معاه.. قولتله ممكن بعد إذن حضرتك نمشي بسرعة شوية لأني متأخرة قالي “من عينيا” وفعلًا مشي أسرع.. بعدها قالي عارفة عندنا كام لتر دم في جسمنا قولتله لأ، قالي تقريبا 5 لتر عارفة إن لو اتعكر منهم شوية مش هنعرف نصفيهم.. قالي أنا في يوم كنت نازل متعصب زيك كده وفضلت أحرق في دمي لحد ما تقريبًا اتعكر
وفجأة لقيت نفسي في طواريء مستشفى جالي أزمة ولا ذبحة باين وقالها وهو بيضحك.. قالي بس السبب إن دمي اتعكر والنقطة اللي اتعكرت عكرت الخمسة لتر كلهم.. وماعرفتش أصفيهم ومن ساعتها كل ما أحس إن دمي هيتعكر ألحق نفسي وأقول اللي هيتعكر مش هعرف أصفيه
وقالي هو في أصلًا شخص يستاهل أعكر الدم الصافي اللي ربنا مديهولي يعني.. قولتله لأ
قالي “يبقى لا تعكريه ولا تسمحي لحد ولا حاجة إنها تعكرهولك عشان اللي هيتعكر مش هيصفى تاني”
وصلت الشغل وآه كان يوم تقيل وحاجات متكركبة.. بس في الآخر خلصت
والأسبوع والشهر والسنة دي كلها خلصت ونسيت حاجات كتير فيها
بس اللي مانسيتهوش من يومها إن كل ما حاجة تحرق دمي أوي أو تيجي على أعصابي أفتكر كلامه وأقوم أعمل أي حاجة غير إني أعكر دمي!