في يوم فرانكنشتاين.. إيه هي حكاية أشهر قصة خيال علمي في التاريخ؟

كتب: علي طارق
بمناسبة إن 30 أغسطس هو يوم قصة فرانكنشتاين.. تعالوا نعرف أكتر إزاي أشهر قصة خيال علمي بتعبر عن مخاوف الإنسان لحد النهاردة..
سنة “1815” بيحصل حدث بيأثر على شكل العالم كله لحد النهاردة.. بركان جبل “تامبورا” في إندونيسيا بيثور وينفجر وتتصاعد منه أبخرة بركانية عملاقة.. الأبخرة دي قدرت إنها تحجب ضوء الشمس عن كوكب الأرض بشكل تدريجي لمدة “3سنين”.. بس السنة الأهم والأكثر ضبابية فيهم كانت “1816”.. الحدث ده أثر على المناخ في العالم لحد النهاردة.. بس شكل العالم ساعتها كان مخيف أكتر..
في ظل مجاعة وأوبئة بتجتاح أوروبا بسبب غياب ضوء الشمس.. بيجتمع “3 أشخاص” في فيلا في سويسرا ويعملوا تحدي بينهم إنهم يكتبوا رواية رعب تكون أكثر رعبًا من الأجواء اللي العالم عايش فيها وشايفها دلوقتي..
الـ “3 أشخاص” دول كانوا “ماري شيلي” وجوزها الشاعر “بيرسي شيلي” وصديقه الشاعر “لورد بايرون”.. بعد ما اتفقوا على الرهان كل واحد بدأ يفكر في قصته.. وخلص اليوم و “ماري” بعد مناقشات كتير في القصص اللي ممكن تتكتب دخلت تنام وقبل ما تروح في النوم حلمت حلم يقظة..
شاب وشه باهت وملامحه خايفة.. واقف جنب جسم مخيف شكله بشع.. بيدوس على ألة قوية وتبدأ علامات الحياة تظهر على الكائن المخيف ويتحرك..
ده كان وصف “ماري” للحلم اللي شافته واللي كان بداية شخصية “فرانكنشتاين”..
“فيكتور فرانكنشتاين” هو شاب بيدرس وعنده اهتمام بالعلوم والطبيعة.. عايز يعرف أسرار الحياة والموت.. وعشان يفهم أكتر ويشوف أكتر جمّع أجزاء من أجسام مختلفة طلعها من مقابر ومشارح عشان يكوّن جسم الكائن ده ويديله الروح من خلال جهاز اخترعه بمبدأ علمي جديد بيعتمد عالكهرباء اللي كانت اختراع جديد وقتها..
الكائن اللي طلع للحياة ده ماكانش عنده أي حاجة.. مابيعرفش يتكلم ولا يتواصل مع حد.. شكله مخيف.. والشاب اللي جابه للدنيا خاف منه وبعد عنه أول ما شافه بيتحرك وماحاولش يساعده في أي حاجة..
بعدها حاول يتقرب من الناس بس كله خاف وبعد عنه.. عاش في عزلة ووحدة.. وده اللي خلاه يتجه للعنف والانتقام.. وأول شخص انتقم منه كان “فيكتور فرانكنشتاين” نفسه.. قتل المقربين منه وده اللي خلى “فيكتور” يسعى إنه ينتقم منه..
وراح وراه لحد القطب الشمالي ومات هناك من الارهاق والتعب.. وبعدها الوحش ظهر في الرواية وهو حزين وقرر ينهي حياته واختفى في الضباب..
مقالات وآراء كتير اتقالت عن قصة “فرانكنشتاين”.. ناس كتير فسروها على إنها وصف “ماري” لحياتها والألم اللي حست بيه من رفض عيلتها ليها ولحبها لزوجها وده اللي خلاها تهرب معاه..
وفي اللي قال إنها ناقشت خوف الإنسان من المجهول وصراع الإنسان المستمر مع الطبيعة.. وفي اللي شاف في وحش “فرانكنشتاين” نموذج للشخص لما يترفض من مجتمعه ويعيش في عزلة وده ممكن يفسر مظاهر عنف كتير من مجرمين.. وفي اللي قال إن القصة بتحذر الناس من الاختراعات العلمية وإن الإنسان ممكن يخترع اللي مايقدرش عليه بعد كده..
كل دي آراء وتفسيرات مهمة ومنطقية لفهم قصة من أهم قصص الأدب العالمي واللي أسست مدخل لأدب الرعب بشكل الخيال العلمي.. بس اللي ممكن نستفيده من كل القصة دي مع التقدم العلمي المرعب اللي بيحصل في العالم كل يوم.. أدوات ذكاء اصطناعي وتقنيات وأجهزة جديدة كل يوم.. وخوف الإنسان المستمر على حياته وشغله ومستقبله.. إننا مش محتاجين نخاف على قد ما محتاجين نفهم.. نفهم إزاي نتعامل مع التغيرات والاختراعات ونتواصل معاها ونستخدمها بشكل ينفعنا.. بدل ما نديها ضهرنا ونبعد عنها لحد ما تتحول لوحش فعلًا.. لا إحنا فاهمينه.. ولا هو هيرحمنا ويستنانا نفهم.. وساعتها فعلًا هنبقى في خطر.