إيه هي “الاتفاقيات الإبراهيمية” وإيه تأثيرها على “الشرق الأوسط الجديد”؟

كتب: علي طارق
في “15 سبتمبر 2020” وقع “دونالد ترامب” رئيس أمريكا اتفاقيات اتسمت بـ”الاتفاقيات الإبراهيمية”.. وهدفها كان تطبيع العلاقات الإسرائيلية مع بعض دول الشرق الأوسط اللي كانوا ساعتها (الإمارات – البحرين) بعدها “المغرب” انضمت للاتفاقية وكانت “السودان” كمان هتنضم بس انضمام السودان توقف بسبب الحرب اللي قامت ولسه مستمرة هناك
حسب إعلان الاتفاقيات المنشور على موقع “U.S. DEPARTMENT of STATE” فهدف الاتفاقيات دي هو “تعزيز الحوار بين الأديان والثقافات لتعزيز ثقافة السلام بين الديانات الإبراهيمية الثلاثة والبشرية جمعاء”
يعني ببساطة هي اتفاقيات اتعملت عشان تجمع بين الديانات “اليهودية والمسيحية والإسلام” وتحييد التعصب الديني.. في مقابل تعاونات مشتركة في كل المجالات بين كل الدول العربية وإسرائيل.. لكسر عزلتها وتوسيع قبولها في المنطقة وحفظ أمنها من أي تهديد أو خلاف ممكن يحصل.. وفي نفس الوقت هيقوي الدول اللي هتطبع دي قدام القوة الإيرانية اللي بتكبر في المنطقة
وعلى عكس ما تم الترويج له.. “اتفاقيات إبراهيم” ماتعتبرش “معاهدات سلام” لإن مفيش أي دول من الدول اللي انضمت للاتفاقيات لحد دلوقتي كانوا في حالة حرب أو صراع مع إسرائيل.. وده اللي سمته الكاتبة “دانا الكرد” في مقالها اللي اتنشر على “المركز العربي واشنطن دي سي” بـ”الإدارة الاستبدادية للصراع العربي الإسرائيلي من جهة إسرائيل”.. واللي هيساعدها تزود القمع والاستبداد في كل تصرفاتها في المنطقة
كمان نتيجة الاتفاقيات دي إسرائيل قدرت تحصل على تسهيلات أكبر في الاستثمار في صناعات الدفاع والأمن السيبراني وده كان من خلال تقليل دايرة الاعتراض على أفعالها ودورها في المنطقة وحربها على فلسطين
بس زي كل حاجة في العالم.. قوة “الاتفاقيات الإبراهيمية” دي قلت بعد اللي حصل في “7 أكتوبر”.. بعد الحرب الإسرائيلية على غزة تراجعت الجهود اللي كانت بتوطد العلاقات بين الدول العربية وإسرائيل.. واللي كانت بتسعى إنها تدخل دول عربية تاني في الاتفاقية زي “السعودية” اللي ربطت إنضمامها بالاعتراف بالدولة الفلسطينية..
في نفس المقال اتكلمت “دانا” إن الاتفاقية دي تعتبر برضو تطبيع مع جيش الاحتلال إنه يكمل في حربه وتعطيل فكرة حل الدولتين وإن يكون لفلسطين دولة ذات سيادة.. وكمان زيادة في قدرة جيش الاحتلال في تصنيع الأسلحة نتيجة نشاط التعاملات التجارية فيها مع الدول المطبعة
تأثير الاتفاقيات دي مش مقتصر بس على زيادة التعاملات التجارية الإسرائيلية أو تزايد تقبلها والاعتراف الرسمي بيها.. إنما كمان زيادة لنفوذها وتوغلها في السياسات والقرارات اللي بتحكم المنطقة واللي هيأدي مع الوقت لنشر الرواية الصهيونية في كل الأحداث اللي حصلت واللي هتحصل.